تكشف هذه الإعتداءات التي تضمنت تدمير معدات عسكرية للتقدم في مرتفعات القنيطرة ونشر دبابات بالقرب من دمشق، تخطيط الكيان الصهيوني الدقيق للحد من الترابط الإقليمي لسوريا، لا سيما الاتصال البري بين سوريا ولبنان عبر هذه الهجمات.
واستهدف القصف الصهيوني مواقع عسكرية ومستودعات مخزونات الأسلحة الإستراتيجية، بما في ذلك مئات منصات إطلاق صواريخ أرض-أرض من مختلف الأنواع، وعدد قليل من الأسلحة الكيميائية المتبقية في سوريا.
كما استهدفت الهجمات الصهيونية أسراب طائرات مقاتلة، ومطارات عسكرية، وبطاريات دفاع جوي، ومراكز بحث علمي وألوية صاروخية في مختلف المناطق السورية، وخلال الهجمات تم تدمير البنية التحتية العسكرية وعشرات المروحيات والطائرات السورية.
وبالتزامن مع ذلك نفذ سلاح البحرية الإسرائيلي ضربات واسعة النطاق لتدمير الأسطول التابع للقوات البحرية في الجيش السوري، ودمرت سفن البحرية الإسرائيلية العديد من السفن التابعة للحكومة السورية السابقة، والتي تحتوي على العشرات من صواريخ بحر – بحر، في ميناءي البيضا واللاذقية.
تعمد الجيش الصهيوني نزع سلاح الجيش السوري لتحقيق ثلاثة أهداف:
1. تدمير قدرة الجيش على الدفاع عن وحدة الأراضي السورية.
2. تعبيد الطريق لتفكك هذا البلد.
3. الحد من خطر الجماعات المسلحة القريبة من فكر حماس والجهاد الإسلامي.
هدف الكيان الصهيوني هو تغيير ميزان القوى في المنطقة وإضعاف حلفاء إيران وحزب الله. ومن خلال تدمير القدرات العسكرية السورية، يحاول هذا الكيان توسيع نفوذه في المنطقة وتحييد التهديدات المحتملة.
وبينما تعد هذه التصرفات انتهاكا واضحا للسيادة الوطنية السورية، فإن صمت القادة الجدد في سوريا والدول العربية والمجتمع الدولي زاد من المخاوف بشأن مستقبل هذا البلد والشعب السوري.
كشفت الأحداث الأخيرة أن السبيل الوحيد لصون الأمن والاستقرار في المنطقة هو تعزيز القدرة على مقاومة العدوان الصهيوني. وإذا تمت إزالة هذا السد، فلن تواجه سوريا وحدها، بل كل دول المنطقة، خطر انعدام الأمن والاستقرار.
لن يكون أمن واستقرار المنطقة ممكنا إلا عبر الصمود في وجه التوسعية التي يمارسها الكيان الصهيوني، وهذا درس مهم جدا تعلمناه جميعا اليوم من التطورات في سوريا