نورنیوز

NourNews.ir

شناسه خبر : 223459 شنبه 20 اردیبهشت 1404 9:50

مياهه، أرضنا!

لا يُعتبر الخليج الفارسي مجرد مسطح مائي، بل هو جزءا من هوية إيران.
الخليج الفارسي، ليس مجرد مساحة مائية، بل هو جزء من هوية إيران. اسمٌ خلدته دروب التاريخ ليبقى خالداً، كمنقوشة على الحجر. كل موجة في هذا الخليج تحكي قصة آلاف السنين من الحضارة والمقاومة والثقافة والفخر. عند ذكر الخليج الفارسي، لانتحدث فقط عن الجغرافيا؛ فهذا الاسم محفور ليس فقط على الخرائط، بل أيضاً في القلوب. ومع ذلك، في السنوات الأخيرة، تحول الخليج الفارسي إلى ساحة معركة جديدة؛ ليست بالسيوف والمدافع، بل بالكلمات والتضليل. لقد ظهرت محاولات خفية لتغيير اسمه، وهي ليست ناتجة عن جهل، بل عن كراهية مع أهداف سياسية. هذه المحاولات، كالعاصفة التي تحاول إطفاء الشمس، ليست سوى محاولات فاشلة ومصيرها الزوال. حتى رئيس الولايات المتحدة، دونالد ترامب، استخدم في أحد خطاباته عبارة مزيفة، متجاهلاً العشرات من الوثائق التاريخية والأعراف الدولية. ورغم أن هذا الأمر لاقى تشجيعاً من بعض الحاضرين الناطقين بالعربية، إلا أنه قوبل بموجة من ردود الفعل السلبية من الشعب الإيراني في جميع أنحاء العالم، وكذلك من خبراء مستقلين وبعض المؤرخين المحايدين. هل يتغير اسمٌ بتكرار؟ هل يمكن الحفاظ على الأصالة من خلال تحريف التاريخ؟ الإجابة على هذه الأسئلة ليست بيدنا، بل بيد آلاف الوثائق التاريخية. أول وأهم وثيقة هي الخرائط القديمة؛ من اليونانيين القدماء إلى المسلمين في العصور الوسطى، ومن البحارة البرتغاليين إلى المستشرقين الأوروبيين، جميعهم أطلقوا على هذه المساحة المائية اسم "الخليج الفارسي" أو ما يعادله في لغاتهم. في القرن الثاني الميلادي، سجل الجغرافي اليوناني الشهير، بطليموس، في عمله المعروف "الجغرافيا"، اسم هذا الخليج كـ "Sinus Persicus" أي الخليج الفارسي. وفي القرون اللاحقة، تم الحفاظ على نفس الاسم في الخرائط الإسلامية. كما أشار ابن حوقل، والمسعودي، والمقدسي وغيرهم من الجغرافيين المسلمين إلى هذا الخليج باسم "بحر فارس". في العصر الحديث، أكدت الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الدولية مراراً على اسم الخليج الفارسي. حيث أعلنت أمانة الأمم المتحدة في التسعينيات رسمياً أن الاسم المعتمد الوحيد لهذه المساحة المائية في الوثائق الدولية هو "Persian Gulf". حتى في الوثائق الرسمية لبريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا في القرنين التاسع عشر والعشرين، لم يُذكر أي اسم آخر سوى "Persian Gulf". إن محاولات تغيير هذا الاسم ليست نابعة من جدل تاريخي، بل من عمق السياسة والعداوات الجديدة. بعض الدول العربية المحيطة بالخليج الفارسي، والتي لا يتجاوز تاريخ وجودها السياسي القرن العشرين، تسعى اليوم إلى إعادة كتابة التاريخ من خلال المال واللوبيات. لكن ذاكرة التاريخ أقوى من أن تُمحى بدولارات النفط. قد تظل كلمات دونالد ترامب والسياسيين الآخرين في عناوين الأخبار لبضع دقائق، لكن على المدى الطويل، ستتلاشى أمام الحقيقة التاريخية. لا يمكن لأي رئيس، أو ملك، أو وسيلة إعلام أن تقف في وجه حقيقة تمتد لآلاف السنين. نحن أمة لا تسكت أمام التحريف. نحن شعب يحتفل كل عام في اليوم الوطني للخليج الفارسي (10 أرديبهشت) بحماية أصالة هذا الاسم. هذا اليوم يذكرنا بانتصار الإيرانيين على البرتغاليين في عام 1622 وطرد القوات الأجنبية من السواحل الجنوبية للبلاد؛ شهادة أخرى على أن الخليج الفارسي كان دائماً فارسياً وسيبقى كذلك. إذا سُلب منا اسم الخليج الفارسي، كأنما سُلب جزء من روحنا. ونحن شعب لا نعيش بلا روح. موجات الخليج الفارسي لا تزال تتحدث بالفارسية. في صمت ليالي الجنوب، يمر النسيم باسم فارس ويهمس على شاطئ البحر: أنا الخليج الفارسي، لا أكثر ولا أقل. نحن، ورثة هذا الاسم العظيم، سنظل نحميه ما دمنا حيا
کلیه حقوق این سایت برای نورنیوز محفوظ است. نقل مطالب با ذکر منبع بلامانع است.
Copyright © 2024 www.NourNews.ir, All rights reserved.