شناسه خبر :
225504
|
یکشنبه 4 خرداد 1404 11:57
|
زيارة شهباز شريف إلى طهران؛ تعزيز دبلوماسية الجوار مع اسلام آباد بعد تعزيزها مع بغداد وباكو
الزيارة المرتقبةلرئيس الوزراء الباكستاني إلى طهران، إلى جانب الإجراءات العملية الأخرى التي اتخذتها الجمهورية الإسلامية الإيرانية لتعزيز التفاعلات الإقليمية، تُظهر أن "دبلوماسية الجوار" ليست مجرد شعار، بل أصبحت استراتيجية عملية وفعالة في تعزيز السياسة الخارجية المتوازنة لإيران
المقرر أن يقوم رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف بزيارة طهران خلال هذا الاسبوع بدعوة من الرئيس الايراني مسعود بزشكيان. ويمكن اعتبار هذه الزيارة استمرارا للسياسة المركزية للحكومة الرابعة عشرة في تعزيز دبلوماسية الجوار، وتجسيدا ملموسا لسياسة إيران التفاعلية مع دول المنطقة وجيرانها.
وفي إطار مواصلة مشاوراته مع المسؤولين الحكوميين ومسؤولي الدول المجاورة، وبهدف تعزيز العلاقات الثنائية، أكد الرئيس بزشكيان في اتصال هاتفي مع شهباز شريف الأسبوع الماضي على ضرورة تطوير العلاقات الاقتصادية وتعزيز مستوى التعاون التجاري والأمني بين البلدين من أجل دعم السلام والاستقرار في المنطقة.
وأعلن مكتب رئيس الوزراء الباكستاني أن شهبار شريف أعرب في هذه المحادثة عن تقديره الصادق للجهود الخيرية والإنسانية والأخوية التي تبذلها الجمهورية الإسلامية الإيرانية في حل سوء التفاهم وتمهيد الطريق لوقف إطلاق النار بين باكستان والهند. وأشاد بزيارة وزير خارجية بلادنا السيد عباس عراقجي الأخيرة إلى إسلام آباد ومبادرة إيران في اقتراح وقف إطلاق النار، مثمناً هذا الإجراء باعتباره خطوة مؤثرة وبناءة نحو تخفيف التوترات وإرساء السلام والهدوء في المنطقة.
ورحب شريف أيضًا بانخفاض التوترات، واستمرار وقف إطلاق النار، وإحلال السلام الدائم بين باكستان والهند. كما أشاد مجددا بجهود الرئيس بزشكيان ودوره الفعال في خلق هذه العملية الإيجابية، وأعرب عن أمله في أن يزور طهران في المستقبل القريب لعقد لقاء ودي مع رئيس بلادنا لمناقشة وتبادل وجهات النظر حول القضايا ذات الاهتمام المشترك والقضايا الإقليمية الأخرى.
زيارة شهباز شريف إلى طهران؛ تعزيز دبلوماسية الجوار مع اسلام آباد بعد تعزيزها مع بغداد وباكو
إدارة النزاعات بين الدول الجارة والوئام الإقليمي
وبفضل علاقاتها التاريخية العميقة، والقواسم الثقافية واللغوية المشتركة، وعلاقاتها الودية والأخوية الوثيقة مع باكستان من جهة، وعلاقاتها السياسية والاقتصادية والثقافية والمصالح المتبادلة مع الهند من جهة أخرى، فقد تمتعت إيران دائماً بنفوذ كبير في هذه المنطقة الاستراتيجية. وتحاول الحكومة الرابعة عشرة الآن استغلال هذا الموقع التاريخي كمنصة مناسبة للعب دور بناء في إدارة الخلافات بين الجيران وخلق الانسجام بين دول المنطقة.
بعد التوتر الأخير بين الهند وباكستان، والذي وضع مرة أخرى منطقة جنوب آسيا الحساسة على شفا أزمة جديدة، أجرى عباس عراقجي، رئيس الجهاز الدبلوماسي في حكومة الوفاق الوطني، نهجا محايدا في الوساطة ومحاولة إقامة حوار بين الجانبين، وتحدث مع وزيري خارجية الهند وباكستان في أقرب فرصة ممكنة. وفي أعقاب ذلك، أجرى الرئيس بزشكيان أيضًا مكالمة هاتفية مع رئيسي وزراء الهند وباكستان ناريندرا مودي وشهباز شريف، مما أظهر قدرة إيران العالية على لعب دور الوساطة والدبلوماسية النشطة والمسؤولة تجاه السلام والاستقرار الإقليمي للجمهورية الإسلامية بما يتماشى مع السياسات الإقليمية لحكومة الوفاق الوطني.
لقد نجحت دبلوماسية الجوار والنشطة للحكومة الرابعة عشرة في وضع الجمهورية الإسلامية الإيرانية كقوة إقليمية مؤثرة وضعت مرة أخرى طريق الحفاظ على السلام والحوار على جدول أعمالها. وهي قضية رحب بها أيضاً الجانبان الباكستاني والهندي، ما يدل على أن هذين البلدين، في حين قبلا دور إيران كوسيط، قبلا أيضاً موقف طهران المحايد والبناء في حل النزاعات الإقليمية.
مظهر ملموس لسياسة إيران في التعامل مع جيرانها
ولا بد من تحليل أحد العناصر الأساسية لزيارة رئيس الوزراء الباكستاني إلى طهران في إطار السياسة الخارجية المتوازنة للجمهورية الإسلامية الإيرانية؛ سياسة تسعى إلى إعطاء الأولوية للعلاقات مع دول الجوار والمنطقة مع تعزيز العلاقات مع مختلف دول العالم.
وتعتبر هذه الزيارة أيضًا خطوة عملية ومدروسة نحو تعزيز العلاقات الثنائية وإرساء الاستقرار الإقليمي والجوار واستغلال القدرات المشتركة للبلدين، كما أنها إجراء فعال لدفع قطار التفاعلات بين البلدين على مسار مربح للجانبين. بالإضافة إلى القرب الجغرافي، تتمتع إيران وباكستان أيضًا بصلات تاريخية وثقافية واجتماعية عميقة، مما دفع العلاقات بين الجارتين إلى ما هو أبعد من العلاقات الرسمية بين الحكومات.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن هذه الرحلة والمحادثات المقبلة قد توفر مسارا جديدا لتوسيع العلاقات بين إيران وباكستان. بما في ذلك الاهتمام بالتعاون الإقليمي بين البلدين وتعزيزه. وهي قضية تم التأكيد عليها أيضاً في اجتماع مهم عقد الخميس الماضي بين الرئيس بزشكيان وثلاثة محافظين من محافظات أذربيجان الغربية وكردستان وكرمانشاه وأربعة محافظين من محافظات أربيل والسليمانية ودهوك وحلبجة في إقليم كردستان العراق.
پزشكيان: آماده هرگونه همكاري براي توسعه روابط با اقليم كردستان عراق هستيم
لقاء أكد فيه الدكتور بزشكيان مجددا على ضرورة توسيع العلاقات التجارية والاقتصادية والعلمية بين المحافظات الحدودية. ويشكل هذا التركيز انعكاسا واضحا لإرادة الحكومة في تحويل المناطق الحدودية إلى مراكز اتصال واقتصاد في التفاعل مع الدول المجاورة. النهج الذي تنتهجه الحكومة الرابعة عشرة من خلال خطة منح صلاحيات خاصة للمحافظين، وخاصة في المحافظات الحدودية، بحيث يمكنهم بالإضافة إلى التأثيرات الاقتصادية، أن يلعبوا دوراً مهماً في إرساء الأمن المستدام وتعزيز رأس المال الاجتماعي في المناطق الحدودية.
وفي لقائه مع شهباز شريف، الذي جرى يوم 19 ديسمبر/كانون الأول 2024، على هامش القمة الحادية عشرة لدول منظمة التعاون D8 في مصر، وصف مسعود بزشيان العلاقات بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية وباكستان بالودية والأخوة، وأكد على ضرورة تعزيز وتطوير التفاعلات بين البلدين، بما في ذلك في مجال التعاون الحدودي وتعزيز حدود البلدين كحدود سلام وصداقة.
تعزيز العلاقات مع الجيران من خلال استراتيجية دبلوماسية الحدود
لقد اعتمدت الحكومة الرابعة عشرة استراتيجية ضمان الأمن الإقليمي من خلال تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية، ويمكن أن توفر هذه الرحلة مسارًا جديدًا لتوسيع العلاقات بين إيران وباكستان. مسارات جديدة لتنمية التجارة عبر الحدود وتعزيز التعاون الإقليمي.
ومن بين السياسات المركزية للحكومة إعادة تعريف وضع الحدود ليس كخطوط فصل، بل كبوابات اتصال وتعاون وتنمية، وهو ما يعكس النظرة الاستراتيجية للحكومة للقدرات الحدودية، وهي النظرة التي تشكل مظهراً ملموساً لسياسة إيران التفاعلية مع جيرانها.
وتعتقد الحكومة، ذات النظرة الواقعية والتطلعية، أن الأمن والازدهار والاستقرار الاجتماعي في المناطق الحدودية لن يتحقق إلا من خلال نهج تشاركي وإقليمي. وخاصة إذا تمت التجارة عبر الحدود، فإن القضايا الأمنية سوف تصبح هامشية. هذه مسألةٌ شدّد عليها الرئيس أيضًا خلال زيارته الأخيرة لجمهورية أذربيجان، وهي دولةٌ مجاورةٌ أخرى لإيران، قائلاً: "إذا ترسخت التجارة والاستثمار بين إيران وجيرانها، فستُحلّ مشاكل كثيرة؛ وإذا تعاون مستثمرونا ومنتجونا وتوصلوا إلى رؤيةٍ مشتركة، فلن تكون هناك حاجةٌ لوجودٍ أجنبيٍّ في المنطقة. فحيثما يعمل الاقتصاد بشكلٍ سليمٍ وتُرسّخ التجارة عبر الحدود، لن يكون للأسلحة وقوات الأمن مكانٌ على تلك الحدود".
زيارة شهباز شريف إلى طهران؛ تعزيز دبلوماسية الجوار مع اسلام آباد بعد تعزيزها مع بغداد وباكو
تعزيز التعاون بين البلدين في مكافحة الإرهاب
ومن مجالات التعاون المهمة الأخرى بين إيران وباكستان التعاون الأمني، وخاصة في مجال مكافحة الإرهاب، وهو مجال مهم للغاية وله أهمية استراتيجية لكلا البلدين. إن زيارة رئيس الوزراء الباكستاني إلى طهران وبعض الدول الأخرى في المنطقة، بما في ذلك تركيا وطاجيكستان وجمهورية أذربيجان، يمكن أن تكون فعالة ومفيدة في تعزيز التعاون الإقليمي لمواجهة ظاهرة الإرهاب المدمرة والشريرة بشكل جدي وفعال.
وفي مكالمته الهاتفية الأخيرة مع رئيس وزراء باكستان، أكد رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية على ضرورة مكافحة الإرهاب بشكل مشترك، وأضاف: "لقد ضاعفت الحوادث الإرهابية الأخيرة الحاجة إلى تعاون إقليمي أكبر لمواجهة ظاهرة الإرهاب المشؤومة وتدمير البنية التحتية المالية والتسليحية للجماعات الإرهابية وعلينا أن نركز كل جهودنا على إرساء السلام والأمن والهدوء في المنطقة".
كما أدان شهباز شريف بشدة أي عمل إرهابي، وقال: "إن باكستان نفسها كانت ضحية للإرهاب وهي تدرك جيدًا الحاجة إلى مكافحة هذه الظاهرة المشؤومة بشكل حاسم ونحن نسعى إلى تحسين الوضع الاقتصادي للبلاد وتعزيز رفاهية الأمة الباكستانية، ومثل الجمهورية الإسلامية الإيرانية، فإننا نؤكد على السلام والاستقرار والأمن الدائم في المنطقة
کلیه حقوق این سایت برای نورنیوز محفوظ است.
|
نقل مطالب با ذکر منبع بلامانع است.
|
Copyright © 2024 www.NourNews.ir, All rights reserved.