وخلال لقائه وزير الخارجية العراقي، قال رئيس الجمهورية: ان ايران والعراق تجمعهما قواسم مشتركة رصينة؛ مبينا ان نتائج وثمار هذه الاواصر الاخوية والستراتيجية تجاوزت حدود البلدين لتضمن الامن والاستقرار للمنطقة جمعاء.
واضاف الرئيس روحاني: انه في ضوء الطاقات الاقتصادية لدى العراق وايران، يستطيع البلدان ان يكملا بعضهما الاخر ويلبيا احتياجاتهما الاقتصادية؛ بما يستدعي اتخاذ خطوات مناسبة للنهوض بمستوى التبادل التجاري الثنائي وصولا الى 20 مليار دولار سنويا.
كما اشار الى اجتماع اللجنة الاقتصادية المشتركة؛ مصرحا، ان "طهران وبغداد تستطيعان من خلال متابعة وتنفيذ قرارات اللجنة المشتركة، تحقيق اشواط هامة من اجل الرقي الاقتصادي في كلا البلدين".
ونوه روحاني الى حل المشاكل التنفيذية ذات الصلة بمشروع طريق "شلمجة – البصرة" السككي، قائلا : نحن نعتبر بان هذا المشروع، اقتصادي وتجاري بامتياز ويصبّ في تعزيز وزيادة قنوات الاتصال بين ايران والعراق.
واشار رئيس الجمهورية، الى ان ايران تضع على سلم اولولياتها الخاصة حماية الامن والاستقرار و وحدة الاراضي العراقية وتعزيز اقتدار هذا البلد ومكانته الدولية؛ قائلا: شكّل التعاون الايراني العراقي خلال هجمات الدواعش، بهدف انقاذ المنطقة من شرك الارهابيين التكفيريين، أنموذحا مميزا في سياق توطيد العلاقات بين البلدين.
وأكد الرئيس روحاني: ان طهران ترفض كافة انواع التدخل الأجنبي في شؤون العراق، وترى بانه يضر الشعب العراقي والمنطقة جميعا.
واردف: ان عملية الاغتيال الجبانة التي طالت الشهيد الحاج قاسم سليماني والشهيد ابومهدي المهندس، نموذج ومثال على اكثر التدخلات الاجنبية وقاحة في شؤون العراق الداخلية، والتي تمثلت في اطار عملية "ارهاب دولة" مستهدفة بطل الانتصارات على داعش.
واكد، ان "ايران تدعم حضور العراق في التفاعلات الاقليمية وتعتقد ان هذا البلد يضطلع بمكانة هامة على صعيد التفاعلات السياسية والامنية داخل المنطقة. كما اعرب الرئيس الايراني عن امله بان تدرك الادارة الامريكية الجديدة، ان تواجدها في المنطقة يضرّ بالامن الاقليمي، وعليه تعيد النظر في هذه السياسية.
وكان قد التقى أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الادميرال علي شمخاني، فؤاد حسين، صباح اليوم، وأعرب شمخاني خلال اللقاء عن تقديره لجهود القضاء العراقي فيما يخصّ إصدار قرار مذكرة قبض بحق ترامب.
وشدّد شمخاني في هذا اللقاء، على ضرورة الإسراع في التنفيذ الكامل للاتفاقيات المشتركة بين ايران والعراق، ونوّه إلى وحدة المصير فيما يخصّ الأمن والاستقرار والسلام في العراق وإيران، وقال: إن دعم وتعزيز سلطة الحكومة العراقية وسيادتها في إرساء القانون والنظام أمر ضروري لاجتياز العقبات السياسية والاقتصادية والأمنية في هذا البلد.
وأوضح قائلا: السبب الرئيسي لعدم الاستقرار وتصاعد الأزمات في المنطقة هو الوجود الشرير للقوات الأجنبية فيها، لاسيما القوات الأمريكية.
كما تطرّق شمخاني الى قرار الجهود القانونية التي يبذلها العراق للتخلص من نيّر الاستعمار الامريكي، وقال: إن تنفيذ قرار مجلس النواب العراقي بسحب القوات الأجنبية من البلاد بأسرع ما يمكن هو انطلاقة جيدة لانسحابهم من المنطقة برمتها.
وأشاد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الايراني بجهود القضاء العراقي بإصدار مذكرة توقيف بحق ترامب وبومبيو لمسؤوليتهما عن جريمة اغتيال قادة المقاومة في العراق، وقال: يجب ألا ندع دماء الشهيدين أبو مهدي مهندس وقاسم سليماني أن تذهب سُدىً، ويجب معاقبة مرتكبي هذه الجريمة الإرهابية بشدّة.
وشدّد على ضرورة إحياء مكانة العراق السياسية والتاريخية في العالمين الإسلامي والعربي، وقال: إن رسم ملامح هذا الحدث المهم، سيكون فرصة لبغداد للعب دور فاعل في حلّ الخلافات ودعم الاستقرار الدائم في المنطقة وبين الدول العربية الإسلامية.
بدوره أشاد وزير الخارجية العراقي (فؤاد حسين) في هذا اللقاء، بدور الجمهورية الاسلامية الايرانية الفريد والمتألق في الحفاظ على الاستقرار والسلام في المنطقة، وقال: إن تعزيز التعاون في كافة المجالات، لا سيما الإسراع في تنفيذ المشاريع الاقتصادية المشتركة مع إيران الشقيقة والصديقة، من الأولويات الرئيسية لسياسة العراق الخارجية.
من جانبه، ثمّن وزير الخارجية محمد جواد ظريف، المتابعة القضائية لاغتيال القائدين قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس من قبل الشعب والحكومة العراقية، وشدد على أن إنهاء وجود القوات الأمريكية في المنطقة، سيكون أفضل رد على هذا العمل الإرهابي.
وشكر ظريف خلال لقائه نظيره العراقي، الحكومة العراقية على متابعتها للإجراءات القضائية لاغتيال القائدين الشهيدين اللواء سليماني وأبو مهدي المهندس، معربا عن أمله في معاقبة مرتكبي ومنفذي هذا العمل الإجرامي من خلال الإجراءات القانونية، ومؤكدا إن إنهاء وجود القوات الأمريكية في المنطقة سيكون أفضل رد على هذا العمل الإرهابي.
وعبر ظريف عن ارتياحه لانعقاد اللجنة المشتركة للتعاون الاقتصادي بين البلدين، معربا عن أمله في الاسراع بتنفيذ الاتفاقيات التي تم التوصل إليها خلال زيارة الرئيس الإيراني للعراق في مختلف المجالات الثنائية بشأن المدن الصناعية والأسواق الحدودية والتجارة وزيارة العتبات المقدسة ونقل البضائع والسلع، والديون والقضايا المصرفية .
من جانبه وصف وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين خلال اللقاء، تبادل الزيارات بين وفود البلدين، بأنها مؤشر على التزام الجانبين بتعزيز العلاقات طهران وبغداد، واستعرض وجهات نظر الجانب العراقي حول هذه القضايا .
وأكد وزير الخارجية العراقي خلال الاجتماع ، الاهتمام الخاص الذي يوليه رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، لمتابعة وتنظيم العلاقات بين البلدين.
ووصل وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين الى طهران صباح أمس الاربعاء، الى طهران لاجراء مشاورات مع كبار المسؤولين الإيرانيين تتناول القضايا التي تهم البلدين. وكان قد زار "حسين" طهران في أيلول/سبتمبر الماضي، ونقل حينها رسالة رئيس الوزراء العراقي الشفوية إلى الرئيس حسن روحاني حول التطورات في المنطقة.