نورنيوز- أخيراً عقب نقاش طويل بين منظمات حقوق الإنسان ورجال الدولة البريطانيين، وبالتزامن مع إصدار قرار قمعي في البرلمان البريطاني ضد المهاجرين وطالبي اللجوء قبل أسبوع بشأن خطة توطين المهاجرين وطالبي اللجوء في سفينة هي أشبه ما تكون للسجن يطلق عليها "بيبي ستكهولم".
ترسو هذه السفينة ، التي تذكرنا بالسجون الموجودة على المياه والتي يحجز فيها عدد لا يحصى من السجناء، في ميناء بورتلاند ببريطانيا، وتزعم الحكومة أنها اتخذت قرار حشر المهاجرين في هذه السفينة لتقليل تكلفة إسكان المهاجرين الذين وصلوا إلى بريطانيا بشكل غير شرعي عبر القوارب!
في غضون ذلك حاولت وسائل الإعلام التابعة للعائلة المالكة مثل البي بي سي ، تصوير هذه السفينة على أنها مكان آمن ومرغوب فيه للمهاجرين وطالبي اللجوء، مُسارعة لإضفاء طابع إنساني على هذا السلوك.
أظهرت بي بي سي أبعادا جديدة لقدرتها على التجديف وتبييض صورة لندن في انتهاكات حقوق الإنسان من خلال عرض الصور من داخل هذا العوامة والتعبير عن الجمل التي تصف مرافق بي بي سي مثل غرفة مشاهدة التلفزيون، ومكان الصلاة والعبادة، وحمام السباحة، وقاعة الرياضة، إلخ.
لكن لا يمكن إخفاء الحقيقة الى حين، حيث نقل طالبو لجوء مؤقتًا من بارجة "بيبي ستكهولم" البريطانية بعد العثور على آثار لبكتيريا "الليغيونيلا" في نظام المياه الموجود على متن السفينة.
حيث كشفت الاختبارات الروتينية التي أجريت قبل انتقال المهاجرين إلى السفينة الراسية في دورست.
وكان طالب لجوء قال في وقت سابق إن السفينة التي تتسع لنحو 500 شخص تذكره بسجن ألكاتراز. ويتمتع السجن الأمريكي بسمعة سيئة بسبب ظروفه القاسية واستحالة الهروب منه. وأعدت الحكومة البريطانية البارجة لردع الناس من دخول البلاد عن طريق الزوارق.
لكن قال احد طالبي اللجوء إن معظم الناس الذين يعيشون هناك يأتون بالطائرة وليس بالقوارب.
بالإضافة إلى ذلك تنشر وسائل الإعلام الإنجليزية سلسلة من التقارير التي تركز على الوضع الحرج لطالبي اللجوء في البلدان الأخرى لجعل الجمهور يعتقد أن "بيبي ستكهولم" مكان مناسب جدًا للمهاجرين الذين لجأوا إلى بريطانيا!
نشر تقارير عن مقتل 41 مهاجراً لقوا حتفهم عندما غرق قارب بالقرب من جزيرة لامبيدوزا الإيطالية، أو نشر مقاطع فيديو يُزعم أنها وصلت الى بي بي سي من قبل مجموعة من اللاجئين الأفغان يقولون إن الشرطة اليونانية صعدت على متن قاربهم وقتلتهم.
بالطبع، على الرغم من الجهود المكثفة لوسائل الإعلام اللندنية لتطهير العمل اللاإنساني لحكومة "ريشي سوناك"، إلا أن حجم الفضائح لم يعد يسمح له بالتستر على ما يجري، ففضيحة تلوث المياه في هذا السجن العائم تؤكد وجود مشاكل عدة في هذا المشروع اللإنساني بحق المهاجرين.
ووقعت هذه المأساة الإنسانية عندما وصف اتحاد رجال الإطفاء البريطانيين هذه السفينة بـ "فخ الموت" المحتمل، ووقعت أربعون مؤسسة ومنظمة أخرى على خطاب واعتبرت احتجاز المهاجرين وطالبي اللجوء فيها شبيهاً بالاعتقال التعسفي.
كما أن بعض منظمات حقوق الإنسان اعتبرت هذا الفعل جريمة وانتهاكًا للقوانين الدولية واتفاقية اللاجئين لعام 1951 .
والأكثر مرارة من كل ما سلف؛ تمت زيادة سعة هذه السفينة التي تتسع لـ 222 شخصًا إلى 500 شخص بطريقة تجعل مؤسسات حقوق الإنسان تعتبر وجود غرف صغيرة مع هؤلاء السكان مساوية للحبس الانفرادي حيث لا توجد خصوصية لأي لاجئ.
يعتبر سلوك الحكومة البريطانية مع المهاجرين وطالبي اللجوء دليلًا واضحًا على سراب التخيلات والأوهام التي لدى بعض الناس حول تبنيى الغرب وعلى رأسه بريطانيا حماية حقوق الانسان عالمياً.
يمكن رؤية هذا الموقف الحرج في اعترافات الأشخاص الذين وقعوا ضحايا لتصوير وسائل الإعلام الكاذبة لحياة جيدة في بريطانيا وفقدوا حياتهم بسبب إهمال أدنى مستلزمات البقاء على قيد الحياة من قبل لندن.
ترفض بريطانيا الوفاء بالتزاماتها الإنسانية والدولية تجاه المهاجرين وطالبي اللجوء، في حين أن دولة مثل إيران تستضيف ملايين النازحين من الدول المجاورة منذ سنوات رغم العقوبات الشديدة والقاسية المفروضة عليها.
إن مقارنة السلوك العملي لإيران والدول الغربية ، بما في ذلك بريطانيا، تجاه طالبي اللجوء يكشف زيف الادعاءات الإنسانية للغرب، والتي هي في حد ذاتها السبب الرئيسي لنزوح ومعاناة مئات الملايين من الناس حول العالم.
نورنيوز