مردفا ان المتوقع من المجتمع الدولي اليوم، هو ان يأخذ هذا التهديد على محمل الجد، ويتخذ قرارا حازما في مواجهة التهديدات غير المسبوقة والموجهة من جانب هذا الكيان العنصري والعدواني، ضد السلام العالمي.
وأدلى وزير خارجية ايران بهذا التصريح، الاثنين، خلال اجتماع نزع السلاح الذي اقيم في مقر الامم المتحدة بمدينة جنيف؛ مؤكدا بان الجمهورية الاسلامية تطالب بالحاح، ان يتم ازالة جميع انواع الاسلحة النووية، والتي تشكل اكبر تهديد بفعل الانسان على البشرية والكرة الارضية.
واضاف: انني على يقين بان مصداقية وانسجام اتفاقية حظر انتشار الاسلحة النووية (NPT)، يعتمد على تنفيذ كامل التعهدات المنصوصة فيها، ومنها البند السادس الذي يلزم الدول الحائزة على الاسلحة النووية باجراء مفاوضات مؤثرة وقائمة على نتائج مجدية من اجل التخلي عن هذا السلاح.
*تعزيز الآليات الدولية حول نزع السلاح النووي
وتابع امير عبداللهيان: برهنت ايران على الدوام بشان جهودها الهادفة الى تعبئة الارادات السياسية لجميع الدول ضد الاسلحة النووية وتعزيز الآليات الدولية في سياق التخلي عن هذا السلاح؛ مردفا ان نزع كامل السلاح النووي، هو السبيل الوحيد والموثوق للحؤول دون تكرار الكارثتين في هيروشيما وناكازاكي.
وصرح وزير الخارجية: ايران عازمة على التعاون مع اعضاء مؤتمر نزع السلاح النووي؛ مبينا ان الخروج من المأزق الذي يواجه هذا المؤتمر منذ امد بعيد، يتم عبر تظافر الجهود من قبل الدول الاعضاء كافة، وخاصة الدول التي تمتلك الاسلحة النووية، من خلال التحلي بارادة سياسية حول الوفاء بتعهداتها في هذا الخصوص.
ومضى الى القول: ان ايران باعتبارها اكبر ضحية لسلاح الدمار الشامل منذ الحرب العالمية الثانية لحد اليوم، وذلك عندما استخدم النظام البعثي البائد في العراق هذا السلاح ضدها، تؤكد بان الضمان الوحيد لعدم استخدام اسلحة الدمار الشامل بما في ذلك السلاح النووي، يكمن في تدمير هذا السلاح برمته ومن دون عودة، وبما يمكن التحقق صحة ذلك.
واكد "امير عبداللهيان"، بان الجمهورية الاسلامية الايرانية لا توافق على (قاعدة) "مرور الوقت" فيما يخص جريمة استخدام اسلحة الدمار الشامل ضد شعبها، بل تطالب بجد الدول التي اقدمت على بيع قطع وتقنية انتاج السلاح الكيمياوي الى نظام صدام البائد، ان تكشف عن الحقيقة وتتحمل المسؤولية قبال حقوق الضحايا.
*منطقة خالية من السلاح النووي
واعرب وزير الخارجية عن اسفه لقاء عدم التوصل الى نتائج مرجوة بشان الجهود الجماعية الهادفة الى بناء منطقة عارية عن السلاح النووي في غرب اسيا، وفقا للمبادرة التي طرحتها ايران لاول مرة في 1974، وذلك بفعل امريكا وحلفائها في اطار الدعم التي تقدمها تلك الدول للكيان الصهيوني باعتباره المصدر الحقيقي لانتشار اسلحة الدمار الشامل في المنطقة.
ولفت وزير الخارجية الايراني الى القول : يتعين على العالم ان يقرّ في ظل هذه الظروف، ان وجود الاسلحة النووية في متناول هكذا كيان، يشكل اكثر التهديدات جدية واقربها من البشرية؛ مطالبا بان يتم تدمير كل مخزون الاسلحة النووية للكيان الصهيوني، ووضع منشاته النووية تحت مراقبة اتفاق الضمانات واليات التحقق التابعة للوكالة الدولية للطاقة الذرية.
*تقاعس مجلس الأمن
قال وزير الخارجية الإيراني "حسين أمير عبد اللهيان" : إن ما نشهده اليوم من تقاعس مجلس الأمن الدولي بشأن الإبادة الجماعية في غزة، هو كارثة القرن الدبلوماسية، واستمرار جرائم الحرب الإسرائيلية وتوسيع نطاق الحرب، التي تشكل تهديدا حقيقيا للسلم والأمن الدوليين.
وقال "أمير عبد اللهيان" خلال اجتماع حول فلسطين عقد على هامش الاجتماع الـ55 لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف : لقد قُتل في غزة أكثر من 30 ألف شخص، 70% منهم نساء وأطفال؛ مؤكدا بان ذلك شكل أفظع الجرائم بحق الطفولة في تاريخ البشرية.
وأضاف : الكارثة الأخرى التي تحدث في غزة اليوم، هي بدء الهجوم الضخم للكيان "الإسرائيلي" على رفح؛ واصفا تسليح هذا الكيان ليواصل الإبادة الجماعية في غزة، بانه خطأ لا يغتفر، وان قطع أي تعاون، وخاصة في المجالين الاقتصادي والتجاري، مع كيان الفصل العنصري الإسرائيلي هو الإجراء الأكثر إلحاحا والذي يجب أن تتخذه جميع الحكومات.
وأردف قائلا: ان الكيان الصهيوني لايعترف بأي حقوق للشعب الفلسطيني، بل ويحاول تهجير سكان غزة والضفة الغربية قسرا إلى مناطق في مصر والأردن.
واستطرد بالقول : من المؤسف أن السياسات والاستراتيجية الخاطئة للولايات المتحدة وبريطانيا تجعل نطاق الحرب في المنطقة يتسع يوما بعد يوم.
*القضية الفلسطينية وأزمة غزة
والتقى وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، على هامش الاجتماعات الدولية في جنيف، الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش .
وتقدم وزير الخارجية خلال اللقاء بالشكر إلى الأمين العام للأمم المتحدة على جهوده تجاه القضايا العالمية المهمة، بما فيها القضية الفلسطينية وأزمة غزة المستمرة.
وأشار إلى لقائه الأخير مع قادة المقاومة الفلسطينية في بيروت والدوحة، وقال إن وضع المقاومة من حيث القدرة العسكرية على مواصلة المقاومة ضد العدوان الصهيوني جيد جدا، لكن الكيان الإسرائيلي منشغل في الجرائم بحق المواطنين الفلسطينيين، والوضع الإنساني في قطاع غزة، وخاصة شماله، كارثي للغاية.
وأشار وزير الخارجية الإيراني إلى دعم الفصائل الفلسطينية لوقف دائم لإطلاق النار، وقال، إن الكيان الإسرائيلي يصر للأسف على استمرار الحرب بدعم من أمريكا، لكن بالطبع هذا النهج لن يأتي بأي نتيجة لهم.
واعتبر أمير عبداللهيان الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، وخاصة في شماله، مقلقة للغاية، وقال إن الصهاينة قتلوا آلاف الأشخاص بالقنابل ويريدون القضاء على ما تبقى من السكان عن طريق المجاعة.
وأكد أن إيران تدعم جهود الأمين العام للأمم المتحدة لإنهاء الحرب ضد غزة والإبادة الجماعية الفلسطينية، ولا يزال بإمكان الأمم المتحدة الاعتماد على مساعدة إيران من أجل استقرار الأمن في المنطقة.
بدوره أعرب غوتيريش عن ارتياحه لهذا اللقاء، وأعرب عن قلقه بشأن الأزمة الإنسانية في غزة وأعرب عن معارضته الشديدة للعقاب الجماعي للفلسطينيين، وقال إن الوضع معقد للغاية ومثير للقلق ومن الضروري وضع حد لهذا الوضع المؤسف في أقرب وقت ممكن.
واعتبر غوتيريش الوضع في المنطقة متفجرا، وقال إنه من الضروري تجنب أي إجراء من شأنه أن يؤدي إلى تفاقم الأزمة في المنطقة ونشرها.
وأكد أنه رغم صعوبة الوضع وتعقد الأزمة إلا أننا سنواصل جهودنا للسيطرة على الأزمة وإدارتها.
وشكر الجهود الدبلوماسية التي تبذلها إيران للمساعدة في إيجاد حل سياسي لوقف الأزمة في فلسطين والحد من الأزمة في المنطقة.
وكالات