وأجري رئيس الجمهورية خلال زيارته الي دولة الجزائر مقابلة تلفزيونية مع قناة الإخبارية الجزائرية الوطنية ورد علي أسئلتها واستفساراتها حول تقييم ايران عن مكاسب منتدي الدول المصدرة للغاز وقضية فلسطين وقطاع غزة.
وأكد رئيسي خلال هذه المقابلة: اليوم نفد صبر شعوب المنطقة بل شعوب العالم من ظلم واضطهاد الكيان الصهيوني وأعتقد اذا تستمر جرائم الصهاينة، يتجسد غضب الشباب في الولايات المتحدة وبريطانيا والدول الأخري بشكل آخر.
وهذا هو النص الكامل لمقابلة الرئيس الايراني الدكتور رئيسي مع قناة الإخبارية الجزائرية الوطنية:
سيادة الرئيس، المبعث للفخر في قناة الإخبارية الجزائرية استضافتكم. تحدثتم عن القضية الفلسطينية في خطابكم أمام منتدي الدول المصدرة للغاز. هل يمكن ان تتفضلوا سبب هذا المدي من الاهتمام بالقضية الفلسطينية؟
أفرح كثيرا لزيارتي إلي الجزائر البلد الصديق الشقيق خلال يومين ولابدان أشكر الحكومة الجزائرية لاستضافة ناجحة لمنتدي الدول المصدرة للغاز. لاريب ان التعاون والتشاور والتناغم بين الدول المصدرة للغاز سبب لتأثير واضح وايجابي علي مستقبل المنطقة اقتصاديا.
في البداية نظرا إلي أهمية وحساسية موضع فلسطين وأوضاع غزة، تحدثت عن هذا الموضوع لان قضية فلسطين ليست قضية العالم الاسلامي فحسب بل هي قضية العالم البشري بأكمله ولدي جميع أبناء البشر الأحرار حساسية تجاه هذه القضية.
ما تجري اليوم في قطاع غزة تحت عنوان الجريمة بحق البشرية والابادة الجماعية والحصار الغذائي والدوائي للنسوة والأطفال وتدمير البيوت، تعارض القرارات والمواثيق الأممية وفضيحة كبيرة للغرب وسبب لإظهار صورة الولايات المتحدة الأميركية بدون القناع.
الكيان القاتل للأطفال يرتكب هذه الجرائم الفظيعة في ظروف احتلال الأراضي بمدة 75 سنة وتدمير المنازل والأراضي الزراعية ومجزرة النساء والأطفال واعتقال وتعذيب الشباب الفلسطينيين وحرمانهم من جميع الحقوق.
اليوم بعد مضي 75 سنة تم التركيز علي قطاع غزة وتألمت قلوب العالم بكل الشعوب من هذا المدي من الجرائم المروعة ومن المؤسف تستمر الولايات المتحدة الأميركية بدعمها التسليحي والمالي والإعلامي للكيان الصهيوني وأكثر أسفا وحزنا هو صمت الأوساط والمنظمات الدولية وعبور منظمات حقوق الانسان مرور الكرام وعدم جدوي منظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن حيال هذه الجرائم.
اليوم ترتكب هذه الجرائم أمام عيون العالم وبناء علي الأرقام تم استشهاد علي الأقل 30 ألف شخص من النساء والأطفال الأبرياء المظلومين في القطاع وماذا نفعل تجاه هذه الأوضاع؟ ما يتضح لشعوب العالم هو ان النظم الحالي في العالم نظم لاعادل ولايمكن تضمين السلام والأمن والهدوء للبشر بهذه الآليات والمنظمات الدولية.
*جرائم الكيان الصهيوني
في الظروف التي أوصل فيها الكيان الصهيوني ظلمه وجرائمه ضد الشعب الفلسطيني المظلوم الي أقصي الدرجات، تمارس الولايات المتحدة الأميركية والقوي الكبري ضغوطا علي المظلومين بدل محاسبة المجرمين ولاريب ان هذه الوقائع يجب ان توفر الأرضية لتغيير نظم عالمي جديد بدل نظم جائر ولاعادل الذي يسود العالم اليوم.
جعلت الجمهورية الاسلامية الايرانية منذ انتصار الثورة الاسلامية الايرانية دعم المظلومين والمصتضعفين في أنحاء العالم من المبادئ الرئيسية لسياستها الخارجية واليوم أزهر وألمع المصاديق هي مظلومية الشعب الفلسطيني.
سيادة رئيس الجمهورية، هل يمكن ان تشير الي دور الدول مثل الجزائر في وقف هذه الحرب في مجلس الأمن بصفتها عضوة غير الدائمة؟
أري ان الدول الأعضاء لمجلس الأمن الدولي مثل الرئيس وجميع الأعضاء والمكونات لمجلس الأمن علي عاتقهم مسؤولية كبيرة ولابد ان يلعبوا دورا حاسما في هذا المضمار وأثق ان دولة الجزائر نظرا الي مواقفها الطيبة حيال القضية الفلسطينية، تقدر ان تلعب دورا مؤثرا في مجلس الأمن وتصبح لسان صدق للشعب الفلسطيني المظلوم المقتدر.
رغم الجهود الواسعة لجمهورية ايران الاسلامية لوقف الحرب و رفع الحصار عن القطاع و الحيلولة دون اتساع رقعة الحرب الي سائر أنحاء المنطقة، يتهم البعض ايران باتساع الحرب. هل يمكن ان تعبروا عن رأيكم في هذا المجال؟
نري ان الأميركيين والبريطانيين هم الذين يريدون اتساع رقعة الحرب وفي الظروف التي نري فيها نفاد صبر شعوب العالم من مدي جرائم المجرمين في غزة وضابط أميركي يُحرق نفسه أمام سفارة الكيان الصهيوني احتجاجا علي هذه الجرائم الفظيعة، يصرخ الشعب البريطاني والشعوب الأوروبية الأخري في مسيرات حاشدة في الشوارع وقف الغارات علي الأبرياء في قطاع غزة ووقف الدعم لهذا الكيان لكن هذه الدعوات والاحتجاجات لاتصل إلي النتيجة وان الحكومات لاتريد ان تسمع صوت شعوبها وشعوب العالم الأخري وهذا يعني انهم يريدون اتساع نطاق الحرب.
*عملية طوفان الأقصي
الموضوع الآخر هو الأسباب والجذور لهذه الأحداث الفاضحة وانهم يدعون كذبا وقسرا ان جذورها ترجع إلي عملية طوفان الأقصي واليوم السابع من أكتوبر وان التحليل الصحيح هو ان الجذور ترجع إلي 75 عام من الظلم والقتل والدمار والتعذيب والاعتقال بحق الشعب الفلسطيني إلي جانب الظلم بحق الشعبين اللبناني والسوري وشعوب المنطقة الأخري.
اليوم نفد صبر شعوب المنطقة بل شعوب العالم من ظلم واضطهاد الكيان الصهيوني وأعتقد اذا تستمر جرائم الصهاينة، يتجسد غضب الشباب في الولايات المتحدة وبريطانيا والدول الأخري بشكل آخر.
نظرا الي اشتراك المواقف بين الجمهورية الاسلامية الايرانية و الجزائر حيال القضية الفلسطينية و ضرورة وقف الجرائم و الغارات علي غزة، كيف يمكن استخدام عضوية الدولتين للمنظمات الاقليمية و الدولية لاحلال السلام و الهدوء و السلام في المنطقة؟
نسعي لاستخدام جميع الامكانيات والآليات للمنظمات والمنتديات والمؤسسات الاقليمية العالمية لاحلال السلام والاستقرار وتوفير الأمن والتقدم للشعوب. نري بان اليوم اذا يبالغ الكيان الصهيوني في الظلم والعدوان والانتهاك ويسبب نفاد صبر المنطقة العالم، في مثل هذه الظروف يجب الوحدة والتلاحم بين جميع الشعوب ضد هذه الأعمال الاجرامية و الأولية الأولي يجب ان تكون إبعاد هذه الغدة السرطانية من المنطقة.
تحدثتم عن القطاع الاقتصادي وهذا مهم للغاية. ما هي الآفاق المستقبلية في التعاون الاقتصادي المتبادل؟
أتصور ان المشاريع المشتركة مع الجزائر في قطاع الطاقة والتجارة معا علي وجه الخصوص النقل البحري ويجب البرمجة له. التعاون المالي والمصرفي أيضا من القضايا الهامة التي يجب البرمجة بشأنها وهناك أرضيات خصبة للغاية للتعاون العلمي والتقني بين البلدين. لدي الجمهورية الاسلامية الايرانية خبرات طيبة في قطاعي العلم والتقنية وبامكاننا التعاون الجيد مع الجزائر.
سيادة رئيس الجمهورية، تحدثنا عن العلاقات الثنائية و العلاقات الايرانية مع الدول العربية. ما هو الرادع الأكبر لتقاربكم مع بعض الدول؟
ليست لدينا مشكلة مع الدول العربية و رغم مساعي الأعداء و مآربهم لايجاد ايران فوبيا في البلدان العربية، اليوم بحمد الله تعالي لدينا علاقات متينة مع الدول العربية.
أراد العدو انعزال ايران لكنها لم تنعزل و ايران اليوم تتواجد في المنظمات الاقليمية و الدولية و تلعب دورا حاسما في الساحة الأممية و هي لاعبة نشيطة في شتي المجالات السياسية و الاجتماعية و الاقتصادية.
من جهة أخري حاول العدو ان يقوم بتطبيع العلاقات بين الدول الاسلامية و الاقليمية مع الكيان الصهيوني من أجل ارساء الأمن لهذا الكيان و لم ينجح في تحقيق الأمن و الأمان لهذا الكيان عبر تطبيع العلاقات.
هل التقارب واستئناف العلاقات مع السعودية سبب لانزعاج الكيان الصهيوني؟ ما هو رأيكم؟
لدينا علاقات مع المملكة العربية السعودية و تم استئناف علاقاتنا السياسية و لاريب ان الكيان الصهيوني تزعجه هذه المناسبات و يعاني الكيان من الوحدة و التكاتف بين الدول الاسلامية.
تسمحوا لنا ان نرجع الي النقطة الأولي. هل يصبح منتدي الدول المصدرة للغاز في الجزائر أرضية خصبة لتطوير التعاون بين الدول الأعضاء؟
أري ان المواضيع المطروقة في قمة الدول المصدرة للغاز هي ملحوظة و هامة و لابد ان تقوم سكرترية المنتدي بجمعها حتي نتخذ خطوات واسعة للتعاون بين هذه الدول.
أعلنتُ ان الجمهورية الاسلامية الايرانية مستعدة لتصدير الخدمات الهندسية و التقنية في قطاع الطاقة و الغاز و كلمة السيد تبون كانت في هذا السياق و الاتجاه.
لانري أية قيود لتطوير العلاقات الثنائية تجاريا و اقتصاديا مع دولة الجزائر.
ان اليوم حاجة المنطقة و العالم الملحة تتمثل في التقارب بين الدول المنتجة و المصدرة للغاز آملا ان يتخذ المنتدي برئاسة السيد تبون خطوات جبارة و عالية نحو توسيع الشراكة و التعاون و التناغم بين الدول المنتجة و المصدرة للغاز علي الصعيدين الاقليمي و العالمي.
نأمل ان يقضي الله سبحانه و تعالي علي الظالمين الغاشمين الذين يظلمون الشعب الفلسطيني بفضل شهر رمضان الفضيل و إن شاء الله تعالي سيتحرر القدس الشريف.
أرجو ان يمنّ الله تعالي علي الشعب الجزائري و خاصة الشباب الأعزاء لهذا الشعب بالتوفيق لاستمرار حياتهم المسلمة الكريمة في ظروف السلام و الأمن و الهدوء و الاستقرار.
وكالات