نورنيوز - حلّ علينا اليوم العالمي للمرأة هذا العام في وضع ترزخ فيه في غزة العديد من النساء تحت وطأة الاجرام والإرهاب الصهيوني. في الفترة من 7 أكتوبر إلى 8 مارس، سقط أكثر من 31 ألف فلسطيني مدنيا ضحايا الهجمات الوحشية للاحتلال الصهيوني، بمعدل 200 شهيد يوميا. 8 أشخاص في الساعة؛ وكل 8 دقائق شهيد فلسطيني واحد. أضف إلى هؤلاء الـ 31 ألف ضحية 72 ألف جريح ومئات الآلاف من النازحين والمشردين، كل هذا يعطي صورة جيدة لمدى وحشية الصهاينة.
ويبلغ نصيب النساء في هذه المجزرة المستمرة منذ 5 أشهر أكثر من 7 آلاف شهيدة إمرأة، بواقع 45 امرأة يومياً، وشهيدتين كل ساعة. ونصف المصابين والنازحين من النساء. وبهذا الحجم من نعوش النساء البريئات العزل، طلّ على دول العالم يوم المرأة العالمي، فمنذ 47 سنة عندما أطلقت مبادرة تسجيل 8 مارس يوما عالميا للمرأة، هل يعلم أحد في عام قتلت فيه 45 امرأة مدنية؟ هل يتم استهدافهم بالعنف القاتل والوحشي من قبل حكومة عنصرية؟ اليوم العالمي للمرأة هذا العام هو حداد على النساء والأمهات الذين قضوا ظلما أمام آلاف وسائل الإعلام الرسمية والخاصة والافتراضية، لكن لم يخرج من هؤلاء الملايين من الشهود سوى عبارات الأسف والتعزية.
لم يكن العالم أبداً خالياً من العنف والتمييز وعدم المساواة ضد المرأة. وبهذا المعنى، كان تاريخ البشرية تاريخًا طويلًا من القسوة والإسراف في الوحشية. إن العالم الجديد الذي خاض حربا مع العالم التقليدي بدعوى استعادة المساواة بين الرجل والمرأة ورفض مختلف أشكال العنف ضد المرأة، لم يترك في هذا السجل الأسود وضعا أفضل من فترات أخرى من التاريخ. والآن أصبحت غزة عاصمة القمع والعنف ضد النساء الأبرياء اللاتي يقعن ضحايا بأبشع الطرق الممكنة في قلب العالم الحديث ولا يجدن أي مرساة نجاة لهن في المؤسسات الحديثة المتعطشة للدماء.
إن لجنة وضع المرأة التابعة للأمم المتحدة هي إحدى المؤسسات التي من المتوقع أن تتخذ إجراءات ضد القتل المنهجي للنساء الفلسطينيات الأبرياء والعزل. وتتكون هذه اللجنة من ممثلين من 45 دولة في العالم يتم اختيارهم على أساس التوزيع الجغرافي العادل: 13 عضوا من أفريقيا، و11 عضوا من آسيا؛ 9 أعضاء من أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي؛ 8 أعضاء من أوروبا الغربية و4 أعضاء من أوروبا الشرقية. والمفارقة المريرة هي أن إسرائيل الكيان الذي لديه سجل في مذبحة 7000 امرأة فلسطينية، أصبح الآن عضواً في لجنة وضع المرأة التابعة للأمم المتحدة!
في اليوم الذي يقف فيه الضمير العالمي، احتراما للمرأة، ويدين أي تمييز وعنف وعدم مساواة ضد المرأة، فإن أقل وأفضل طريقة لحماية مكانة المرأة هو إدانة الكيان الصهيوني الغاصب لأن 45 امرأة فلسطينية بلا مأوى كل يوم، وترتكب مجازر بأبشع وأقسى طريقة ممكنة بحقهن، ولهذا لابد من طرد الكيان من لجنة الأمم المتحدة المعنية بالمرأة. إن الواجب الأخلاقي والقانوني لهذه اللجنة هو الاهتمام بسلامة وكرامة المرأة باعتبارها "أمنا الأرض". إن النظام الذي قتل 7000 امرأة وأصاب ما لا يقل عن 30 ألف امرأة أخرى في الأشهر الخمسة الماضية، وجعل مئات النساء يشعرن بالاكتئاب والقلق بسبب فقدان أطفالهن وأقاربهن. ويشكل اليوم العالمي للمرأة، هذا العام، اختبارا صعبا لهذه المنظمة الدولية لإثبات مدى إخلاصها وإصرارها في القيام بواجبها المقدس في حماية النساء، أمهات الأرض.
اليوم العالمي للمرأة هذا العام هو حداد على النساء والأمهات الذين قضوا ظلما أمام آلاف وسائل الإعلام الرسمية والخاصة والافتراضية، لكن لم يخرج من هؤلاء الملايين من الشهود سوى عبارات الأسف والتعزية، ولم نشهد أي مبادرة عملية فعالة من شأنها إرغام الكيان الصهيوني على وقف عدوانه بحقهن وبحق عائلاتهن.
نورنيوز