نورنيوز - أشار قائد الثورة الإسلامية آية الله العظمى الامام السيد علي خامنئي، يوم أمس الأربعاء، في كلمة له بمناسبة عيد الفطر، إلى جريمة الكيان الصهيوني الأخيرة في الإعتداء على المبنى القنصلي لسفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في دمشق، واستشهاد عدد من كبار قادة الجمهورية الإسلامية الإيرانية إثر العدوان، وأكد القائد في كلمته لافتا إلى أنه في العرف الدولي يعتبر الهجوم على قنصلية وسفارة أي دولة اعتداء على أراضيها، وأعلن سماحته قائلاً: هذه الجريمة سوف يُعاقب الكان الصهيوني عليها".
تصريحات قائد الثورة، التي أكدت حتمية رد إيران على الخطوة العدائية للكيان الصهيوني، تصدرت على الفور عناوين العديد من وسائل الإعلام الإقليمية والدولية، وتبعتها ردود فعل واسعة النطاق.
حيث سارع يسرائيل غاتس وزير خارجية الكيان الصهيوني، للإعلان في مقابلة؛"لم نبتنّى مسؤولية هجوم دمشق ولا نريد حربا مع إيران"، وكتب على موقع "إكس" ردا على تصريحات قائد الثورة الاسلامية: "إذا هاجمتنا إيران من أراضيها، فإن إسرائيل سترد وتهاجم داخل إيران".
كما صرح الرئيس الأمريكي جو بايدن في مقابلة صحفية مشتركة مع رئيس وزراء اليابان: "أخبرت بنيامين نتنياهو أن التزام أمريكا بأمن "إسرائيل" صارم في مواجهة تهديدات إيران بمهاجمة "إسرائيل".
تأتي هذه التصريحات في حين صرحت أمريكا بوضوح، بعد الهجوم الإجرامي على القسم القنصلي في السفارة الإيرانية في دمشق، أنها لم تلعب أي دور في هذا العمل فحسب، بل إنها لم تكن على علم مُسبق بالهجوم الصهيوني وبالقرار الذي اتخذه الكيان بارتكاب هذه الجريمة.
موقف بايدن التدخلي والصلف، والذي يُمثل محاولة تهديدية لخلق عقبة أمام استخدام ايران لحقها الطبيعي في معاقبة الكيان الصهيوني المعتدي، تظهر في الوقت نفسه خداع هذا البلد في إخفاء تواطؤه مع الكيان في جريمة استهداف المبنى الدبلوماسي الإيراني في دمشق، وهو بالتأكيد لا يؤثر على إرادة إيران وقرارها، لكنه لن يؤدي إلاّ إلى تعقيد الوضع الحالي.
وسبق أن نُشرت أنباء عن الرسائل التي أرسلتها بعض الدول، بما فيها أمريكا، إلى إيران، والإجابات التي قدمتها ايران بشأن نية الجمهورية الإسلامية الإيرانية معاقبة الكيان الصهيوني، وهو ما يرجع بالأساس إلى قلق هذه الدول من أبعاد الردّ الايراني.
في هذا السياق كتب محمد جمشيدي، المساعد السياسي لمكتب رئيس الجمهورية، على شبكة التواصل الاجتماعي "إكس": حذّرت الجمهورية الإسلامية الإيرانية في رسالة مكتوبة أمريكا من الوقوع في فخ نتنياهو وأخطرتها بأن تتنحى جانبا حتى لا تتعرض للضرب. وردا على ذلك، طلبت امريكا من إيران عدم إستهداف الأمريكيين". إن نوع رد فعل الدول المختلفة على مسألة نية إيران للرد بشكل حاسم على العمل الإجرامي الأخير للكيان الصهيوني يظهر أنها والجميع يدركون تماما عدم إمكانية الرجوع عن قرار بلادنا في هذا الصدد.
وفي هذا الصدد، أعلنت وكالة بلومبرغ الأميركية نقلاً عن مصادر مطلعة؛ ترى أميركا وحلفاؤها أن الهجمات الصاروخية أو الهجمات بالطائرات بدون طيار واسعة النطاق من قبل إيران أو وكلائها ضد أهداف عسكرية وحكومية في "إسرائيل" باتت قاب قوسين أو أدنى من حدوثها.
وبحسب بلومبرغ ، قالت المصادر، التي تحدثت شريطة عدم الكشف عن هويتها، إن الهجوم المحتمل، ربما باستخدام صواريخ عالية الدقة، قد يحدث في الأيام المقبلة. واستناداً إلى تقييمات الاستخبارات الأمريكية والإسرائيلية، ليس هناك سوى عدم اليقين بشأن التوقيت الدقيق لهذه الهجمات.
وفي أحدث رد فعل على إصرار إيران على معاقبة الكيان الصهيوني، زعم موقع أكسيوس الأمريكي نقلا عن مسؤولين في الكيان، أن الزيارة الوشيكة لرئيس القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم) إلى الأراضي المحتلة اليوم الخميس تأتي بهدف التحضير للردّ الايراني المحتمل. وبحسب هذا التقرير، فإن الجنرال "مايكل كوريلا" سيجتمع مع "يؤوف غالانت" وزير الحرب، ومسؤولين كبار في الجيش الصهيوني.
ويُردف هذا التقرير أن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين في مختلف المؤسسات والإدارات كانوا على اتصال خلال الأيام القليلة الماضية ويستعدون لرد إيران على العدوان الصهيوني على مبنى قنصلية البلاد في دمشق. ويأتي ذلك بالتزامن مع سلسلة مباحثات هاتفية هامة دون ريب لأنها تأتي في هذا التوقيت الحساس، أجراها وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان مع نظرائه في السعودية والعراق والإمارات وقطر، مؤخراً.
ورغم أن التفاصيل الدقيقة لمحتوى المحادثات بين وزير الخارجية الإيراني ووزراء خارجية الدول العربية الأربع لم تنشر بعد، إلا أن بعض وسائل الإعلام في المنطقة أفادت بأن أمريكا تحاول التأثير على قرارات إيران بشأن مسألة معاقبة "إسرائيل" من خلال الدول الـأربعة المذكورة سابقاً.
وتتموضع القواعد العسكرية الأميركية الرئيسية في المنطقة في دول السعودية، والعراق، والإمارات، وقطر، ونظرا الى حتمية رد إيران على جريمة الكيان الصهيوني من جهة، وتصريحات بايدن التدخلية والتأكيد على دعم بلاده لإسرائيل ضد الردّ الإيراني من ناحية أخرى، فإن القلق المتعاظم لدى هذه الدول بشأن التطورات المقبلة في المنطقة يبدو طبيعيا. إن تحذير هذه الدول لأمريكا من العواقب غير المتوقعة لدعمها الأعمى للكيان الصهيوني يمكن أن يمنع تصعيد الأزمة التي تسببت فيها تل أبيب.
نورنيوز