وكادت القضية الفلسطينية ان تتلاشى من على المسرح العالمي والمشهد الدولي الرسمي والشعبي الى ان حصلت عملية 7 اكتوبر وما نتج عنها من اسر لمئات المستوطنين وما تلاها من حرب وحشية همجية تدميرية طالت الشعب الفلسطيني المقيم في قطاع غزة واصابت نساء واطفالا وشيوخا ومرضى حتى زاد عدد الضحايا الأبرياء على 40 الف ضحية من المدنيين العزل ناهيك عن عدد كبير من الجرحى فاق ال 100 الف مصاب اضافة الى تدمير للبنى التحتية من مستشفيات ومدارس ومؤسسات دينية واجتماعية ، والحصار الإقتصادي الخانق الذي فاقم من قضية الجوع والمرض وهدد بإبادة جماعية لكامل سكان القطاع .
هذه الحرب اثرت على مزاج الشعوب في الغرب فقامت تتظاهر غاضبة ضد حكوماتها داعية لإيقاف المجازر الجماعية المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني ، الأمر الذي لم نراه وللأسف لدى الشعوب العربية بحيث لم تسجل اي حركات اعتراضية ضد حكوماتها وخاصة تلك المطبعة او الساعية للتطبيع مع الكيان العبري الذي سيبقى مؤقتا مهما طال الزمن . لا بل ان بعض هذه الحكومات وقفت الى جانب المعتدي من تحت الطاولة واوعز الى رجال الدين وعاظ السلاطين بتبرير الحرب على الإنسان الفلسطيني .
وفي التطورات الإيجابية الناتجة عن الحرب على غزة بالإضافة الى سقوط الغشاوة عن اعين الشعوب رغم التضليل الإعلامي فإن حكومات دولا عديدة في الإتحاد الاوروبي اعلنت وبشكل علني انحيازها للإعتراف بدولة فلسطينية داعية الى اقامة دولة فلسطينية ، وهذه سابقة تاريخية لم تحصل منذ اقامة دولة الإحتلال .
والجديد على مسار قيام الدولة الفلسطينية هي استضافة الصين لإجتماع في بكين لمدة يومين ضم 14 فصيل فلسطيني حيث تم التوصل في نهايته الى اتفاق على وحدة وطنية شاملة في اطار منظمة التحرير الفلسطينية والعمل على تشكيل حكومة وفاق وطني مؤقتة , واتفق على صياغة بيان باسم الفصائل المجتمعة من اهم ما جاء فيه : الإلتزام بالوحدة الفلسطينية وقيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس طبقا لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة وخصوصا القرارات 181 و 2334 ، وضمان حق العودة طبقا للقرار 194".
كما اتفق المجتمعون على انه انطلاقا من اتفاقية الوفاق الوطني التي وقعت في القاهرة عام 2011، وإعلان الجزائر الذي وقع في عام 2022، قررت الفصائل الاستمرار في متابعة تنفيذ اتفاقيات إنهاء الانقسام بمساعدة مصر والجزائر والصين وروسيا".
ولم يغفل المجتمعون عن التأكيد على حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال وإنهائه وفق القوانين الدولية وميثاق الأمم المتحدة وحق الشعوب في تقرير مصيرها بنفسها .
وخلص البيان الصادر عن المجتمعين على الإتفاق على تشكيل حكومة وفاق وطني مؤقتة بتوافق الفصائل الفلسطينية وبقرار من الرئيس محمود عباس بناء على القانون الأساسي الفلسطيني المعمول به ولتمارس الحكومة المشكلة سلطاتها وصلاحياتها على الأراضي الفلسطينية كافة بما يؤكد وحدة الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة"
والحكومة التي ستشكل ستبدأ بتوحيد المؤسسات كافة في أراضي الدولة الفلسطينية والمباشرة في إعادة إعمار القطاع، والتمهيد لإجراء انتخابات عامة بإشراف لجنة الانتخابات الفلسطينية المركزية بأسرع وقت وفقا لقانون الانتخابات المعتمد".
وتوحيد جهود الفصائل في مقاومة الإحتلال ومنع التهجير ومحاصرة اقامة المستوطنات على الأراضي الفلسطينية وتعزيز مقومات الصمود كلها امور من شأنها ان تشكل المدماك الأساسي في مشروع بناء الدولة الفلسطينية .
المستشار خليل الخليل
نورنيوز-وكالات