معرف الأخبار : 208946
تاريخ الإفراج : 1/17/2025 7:54:06 PM
المقاومة الفلسطينية.. بين طوفان الأقصى ووقف إطلاق النار

المقاومة الفلسطينية.. بين طوفان الأقصى ووقف إطلاق النار

عقب قرابة العام ونص العام من العدوان الصهيوني الاجرامي على قطاع غزة، وعملية طوفان الأقصى التاريخية، تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار كخطوة رئيسية لتخفيف الضغوط على الشعب الفلسطيني، لكن هذا الاتفاق هو، قبل كل شيء، رمز لانتصار المقاومة وهزيمة السياسات العدوانية للكيان الصهيوني، حيث أضعفت هذه الهزيمة موقف نتنياهو الى أبعد حد.

نور نيوز – يجتمع جميع الخبراء والمتابعين لشؤون المنطقة أن عملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر 2023 شكلت نقطة تحول في المعركة بين المقاومة الفلسطينية والكيان الصهيوني، إن هذه العملية التي تم تنفيذها بتخطيط دقيق وتنسيق وثيق من قبل المجموعات الفلسطينية، وجهت ضربات قاصمة إلى الركائز الأربع الرئيسية للكيان الصهيوني: الجيش، والمجتمع، والاقتصاد، وصورته الدولية.

ولكن اليوم، بعد أشهر من الجرائم غير المسبوقة بحق الفلسطينيين، تم الاتفاق على وقف إطلاق النار بين الجانبين؛ وهي اتفاقية تنطوي، بالإضافة إلى عواقبها العسكرية والسياسية، على أبعاد إنسانية وإقليمية مهمة.

*بنود اتفاق وقف إطلاق النار

وفقاً للمعطيات المنشورة فإن اتفاق وقف إطلاق النار حدد على مرحلتين، تتضمن الإجراءات الإنسانية وتبادل الأسرى.

المرحلة الأولى ستستمر 42 يوما وسيتم خلالها الإفراج عن 33 أسيراً إسرائيلياً معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن. وبحسب التقديرات فإن نصف هؤلاء السجناء فقط على قيد الحياة. وسيتم إطلاق سراح هؤلاء الأسرى مقابل تخفيف الضغط العسكري على غزة وإمكانية عودة السكان إلى شمال قطاع غزة.

وفي المرحلة التي تبدأ في اليوم السادس عشر، سيتم الإفراج عن 1650 أسيراً فلسطينياً مقابل الإفراج عن أسرى إسرائيليين آخرين. في هذه المرحلة ينسحب الجيش الإسرائيلي من غزة إلى المناطق الحدودية وتنتهي الحرب.

لكن سلطات الاحتلال تواصل رفضها الإفراج عن بعض أسرى المقاومة الذين شاركوا في عملية 7 أكتوبر/تشرين الأول، وفرضت قيوداً على عودة الأسرى إلى الضفة الغربية.

*الهزيمة الاستراتيجية للكيان الصهيوني

لا يختلف اثنان ان الاتفاقية جاءت في وقت لم يحقق فيه الكيان الصهيوني أهدافه الرئيسية، وأكد بنيامين نتنياهو ومجلس حربه مرارا وتكرارا أن هدف هذه الحرب هو تدمير حماس بشكل كامل، وإطلاق سراح الرهائن، وضم شمال غزة. ولكن الآن، لم تتحقق هذه الأهداف فحسب، بل يواجه الكيان خسائر عسكرية متزايدة، وضغوطاً اقتصادية واجتماعية في الداخل، وموجة من الهجرة العكسية.

نتنياهو، الذي ادعى في عام 2023 أن "حماس لن تكون موجودة في غزة"، اضطر الآن إلى الموافقة على وقف إطلاق النار مع حماس. إن هذا التغير في النهج هو رمز لفشل سياساته في مواجهة المقاومة.

*دور محور المقاومة والدعم الاقليمي

بالتزامن مع ماسبق، لعب الدعم من قبل تيارات المقاومة في المنطقة مثل حزب الله في لبنان، وأنصار الله في اليمن، والمقاومة العراقية دوراً رئيسياً في تعزيز القوة العسكرية والسياسية للفلسطينيين. لقد استطاعت الجمهورية الإسلامية الإيرانية بدعمها المعنوي والسياسي والاستشاري، باعتبارها أحد الركائز الأساسية لمحور المقاومة، أن تلعب دوراً مؤثراً في نجاح المقاومة الفلسطينية.

إن تصريح وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بأن "حماس لا يمكن هزيمتها بالوسائل العسكرية" يؤكد بوضوح فاعلية المقاومة في تغيير المعادلات على الأرض.

ومن أبرز القضايا بعد وقف إطلاق النار إدارة غزة. حيث تحاول إسرائيل منع توزيع المساعدات الدولية عبر حركة حماس وتسليم السيطرة على هذه المساعدات للسلطة الفلسطينية. وتحاول مصر وقطر أيضا تشكيل لجنة لإدارة غزة، إلا أن محمود عباس عارض هذه الخطة. ويسعى إلى السيطرة الكاملة على غزة واستغلال هذه الفرصة للتفاوض مع أمريكا.

*اتفاق هش ويقظة المقاومة

ورغم الجوانب الايجابية لاتفاق وقف إطلاق النار، إلا أنه يبقى هشاً، إن أي سلوك خاطئ محتمل من جانب الكيان الإسرائيلي، وخاصة فيما يتعلق بالسجناء وعودة اللاجئين، من شأنه أن يعرض الاتفاق للخطر. إن جهوزية المقاومة الكاملة لمواجهة أي خرق لوقف إطلاق النار ستكون أحد العوامل الرادعة لممارسات العدو الصهيوني.

ولا شك أن هذا الاتفاق يرمز إلى انتصار المقاومة وهزيمة الكيان الصهيوني. إن فشل نتنياهو في تحقيق أهدافه المعلنة، بما في ذلك تدمير حماس، وإطلاق سراح الأسرى عبر الحرب، وضم شمال غزة، بسبب تنامي قوة المقاومة، والضغوط الداخلية والدولية، وفشل انهيار وتدمير غزة أدى الى هزيمة الكيان.

لقد ارتكب نتنياهو، الذي يلاحق من قبل المحكمة الجنائية الدولية بتهمة "الإبادة الجماعية في غزة" وجرائم الحرب، جرائم غير مسبوقة، مما أدى إلى تشويه صورة الكيان الصهيوني في الرأي العام العالمي ولفت انتباه العالم إلى الظلم الذي يرتكبه الصهاينة وعدالة القضية الفلسطينية.

كما أنه على الرغم من أن اتفاق وقف إطلاق النار يعد خطوة إيجابية لتخفيف الضغوط على سكان غزة، إلا أنه لا يمكن أن يكون نهاية المعركة. وأظهرت المقاومة الفلسطينية أنه لا يمكن تحقيق السلام الدائم في المنطقة إلا من خلال احترام حقوق الشعب الفلسطيني وإنهاء الاحتلال. إن هذا الاتفاق هو، قبل كل شيء، رمز لفعالية المقاومة وفشل السياسات العدوانية للكيان الصهيوني. وستظل غزة رمزا للكرامة ومقاومة الظلم.

عملية "عاصفة الأقصى" في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، شكلت نقطة تحول في النضال الفلسطيني، حيث ألحقت، بالتنسيق مع فصائل المقاومة، أضراراً جسيمة بأركان الكيان الصهيوني الأربعة الأساسية. ويتضمن اتفاق وقف إطلاق النار، الذي تم تصميمه على مرحلتين، تبادل الأسرى والانسحاب التدريجي للجيش الصهيوني من غزة. وجاء الاتفاق في ظل وضع لم يحقق فيه الكيان الصهيوني أهدافه الرئيسية من الحرب، وهي تدمير حماس، والإفراج عن الرهائن، وضم شمال غزة، وحل أزمات الداخل، والهجرة العكسية، وتدهور الوضع الاجتماعي، والضغوط الاقتصادية.


نورنيوز
تعليقات

الاسم

البريد الالكتروني

تعليقك