معرف الأخبار : 218859
تاريخ الإفراج : 4/2/2025 6:37:14 AM
هل ستتجه إيران نحو تصنيع الأسلحة النووية؟

هل ستتجه إيران نحو تصنيع الأسلحة النووية؟

أشعلت التصريحات الأخيرة للرئيس الأميركي دونالد ترامب في مقابلة مع شبكة إن بي سي، والتي هدد فيها إيران بقصف ضخم، مخاوف عميقة بشأن الأمن القومي الإيراني. ويأتي هذا التهديد في الوقت الذي حذر فيه علي لاريجاني، مستشار المرشد الأعلى، من أن مثل هذه الإجراءات قد تدفع إيران، تحت ضغط الرأي العام، إلى تغيير سياساتها النووية.
نور نيوز - أثارت التصريحات الأخيرة لدونالد ترامب في مقابلة مع شبكة إن بي سي بشأن تهديد إيران بحملة قصف ضخمة مخاوف عميقة بشأن الأمن القومي الإيراني. ويأتي هذا التهديد في الوقت الذي حذر فيه علي لاريجاني، مستشار المرشد الأعلى، من أن مثل هذه الإجراءات قد تدفع إيران، تحت ضغط الرأي العام، إلى تغيير سياساتها النووية. في هذا السياق أكد علي لاريجاني أن فتوى قائد الثورة تعتبر إنتاج واستخدام الأسلحة النووية حراماً؛ ولكن إذا ارتكبت الولايات المتحدة خطأً فادحاً، فإن ضغوط الرأي العام الإيراني قد تغير مسار صنع القرار. وأكد أن أي عمل عسكري ضد المنشآت النووية الإيرانية لن يؤدي إلى وقف البرنامج النووي للبلاد فحسب، بل من المرجح أن يؤدي إلى تسريع تحرك إيران نحو امتلاك الأسلحة النووية. وسوف تقع مسؤولية هذا التحول بالكامل على عاتق الولايات المتحدة وحلفائها. التداعيات الاستراتيجية للهجوم المحتمل ويزعم ترامب أن هدفه من تهديد إيران هو منع طهران من تطوير قدراتها النووية؛ لكن بحسب لاريجاني، فإن مثل هذه الهجمات من شأنها أن تأتي بنتائج عكسية وتدفع إيران نحو خيارات تجنبتها حتى الآن. وقد يؤدي هذا الوضع إلى إشعال سباق تسلح في المنطقة وتعريض الأمن العالمي للخطر. سجل أمريكا في التهديدات والعقوبات تتمتع إيران بخبرة طويلة في مواجهة التهديدات الأميركية؛ من العقوبات الاقتصادية إلى دعم صدام في الحرب المفروضة عليه والدور المباشر في انقلاب نوجه. لقد حاولت واشنطن دائمًا الضغط على إيران، ولكن كما ذكر لاريجاني، فإن إيران لم تحافظ على بقائها فحسب، بل أصبحت أيضًا قوة إقليمية مؤثرة. ويشير دعم روسيا والصين لإيران أيضاً إلى تحول في ميزان القوى على المستوى العالمي، حيث لم تعد إيران تعتبر لاعباً معزولاً. دور النظام الصهيوني في زيادة التوترات وبحسب لاريجاني فإن النظام الصهيوني يعد أحد العوامل الرئيسية المؤدية إلى تفاقم التوترات في المنطقة. إن إسرائيل التي تحاول منذ سنوات تغيير البنية الأمنية في الشرق الأوسط لصالحها تواجه الآن أزمات داخلية وهجرة واسعة النطاق لمواطنيها. ويسعى هذا النظام إلى إدارة أزماته الداخلية من خلال تحريض الولايات المتحدة على اتخاذ إجراءات عدائية ضد إيران. لكن التجربة أثبتت أن السياسات العدوانية التي تنتهجها إسرائيل لم تؤد إلا إلى زيادة الاضطرابات في المنطقة. سياسات إيران الإقليمية في مجال القوة والأمن لقد تمكنت إيران من تعزيز مكانتها من خلال تبني سياسات ذكية في الأزمات الإقليمية. وفي سوريا، لم تدافع طهران عن مصالحها الوطنية فحسب، بل عملت أيضاً على تحسين الأمن الإقليمي من خلال قمع الإرهابيين. ولم تقتصر هذه الإجراءات على تحويل إيران إلى لاعب رئيسي في الشرق الأوسط فحسب، بل شجعت أيضا العديد من البلدان في مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك روسيا والصين، على التعاون بشكل أكبر. القضية اليمنية ومستقبل التطورات الإقليمية ومن القضايا الرئيسية الأخرى التي أشار إليها لاريجاني الوضع في اليمن. لقد أظهر اليمنيون حتى الآن أنهم مقاومون للعدوان، وأي صراع معهم سيكون مكلفا للولايات المتحدة وحلفائها. لو كانت واشنطن تمتلك عقلانية سياسية فإنها ستتجنب التدخل المباشر في اليمن. وتستمر فصائل المقاومة في المنطقة في تعزيز قوتها، ولا تثق بوقف إطلاق النار المؤقت الذي تقترحه إسرائيل. خرق أمريكا لالتزاماتها في المفاوضات وأثره على مستقبل العلاقات وأشار لاريجاني أيضا إلى التجربة المريرة التي خاضتها إيران في المفاوضات النووية مع الولايات المتحدة. الاتفاق الذي تم التوصل إليه بعد عام ونصف من المفاوضات، تم إلغاؤه بسهولة من قبل دونالد ترامب. وأظهر هذا النهج أن واشنطن ليست طرفاً موثوقاً به في مجال الدبلوماسية. لقد التزمت إيران دائمًا بالتزاماتها الدولية، لكن الولايات المتحدة أثبتت مرارًا وتكرارًا أنها لا تحترم الاتفاقيات. المسار المستقبلي لإيران وأمريكا في الوضع الراهن، أمام الولايات المتحدة خياران: إما مواصلة سياساتها العدائية ودفع المنطقة نحو أزمة أمنية غير مسبوقة، أو إيجاد طريقة لخفض التوترات من خلال تغيير نهجها. وبحسب لاريجاني فإن إيران لم تقاوم الضغوط الأجنبية فحسب، بل أصبحت أيضا قوة ذات مصداقية على المستوى الدولي. وربما تؤدي تهديدات ترامب إلى تعقيد الوضع، لكن إيران لديها عدة خيارات للدفاع عن أمنها القومي. وفي نهاية المطاف، فإن القرارات النهائية التي ستتخذها إيران سوف تعتمد على الإجراءات الأميركية المستقبلية.
نورنيوز
الكلمات الدالة
ایرانالنوویةالرأی
تعليقات

الاسم

البريد الالكتروني

تعليقك