-ما قاله وايتكوف عن تخصيب اليورانيوم في ايران امام وسائل الاعلام، كررته المتحدثه باسم البيت الابيض كارولين لويت، في مؤتمرها الصحفي، حيث قالت للصحفيين، نحن ملتزمون بالخطوط الحمراء التي تم الاعلان عنها من قبل ويتكوف. واضافت ان وزير الخارجية روبيو وويتكوف اعلنا بشكل علني وفي المفاوضات مع الايرانيين، انه لا يحق لايران ان تخصب اليورانيوم.
-قبل ان نتناول هذا الخبر بشيء من التحليل، من الضروري ان نتعرف على موقف ايران الرسمي من تكرار المسؤولين الامريكيين لعبارة: "ان مواصلة التخصيب في ايران خط احمر بالنسبة لنا"، وهو موقف جاء على لسان وزير الخارجية الايراني عباس عراقجي شخصيا، بقوله: مهما كرروا هذه العبارة، فان موقفنا واضح لن يتغير، سنواصل التخصيب".
-رغم اننا لا نعلم من الذي منح امريكا الحق في حرمان ايران من الطاقة النووية السلمية، ولكن الذي نعلمه ان حقوق إيران كعضو في معاهدة حظر الانتشار النووي واضحة تماما وغير قابل للتفسير. ولا يوجد سيناريو أو موقف يمكن أن يسمح فيه الإيرانيون بإنكار هذه الحقوق. إن إتقان علم التخصيب إنجاز محلي استغرق الكثير من الجهد، وهو إنجاز جاء نتيجة سنوات من الجهد العلمي والتضحيات الجليلة بالارواح والاموال. ولا يمكن ان يأتي اليوم ترامب، اعتمادا على قوته العسكرية، لينكر هذا الحق بجرة قلم.
-من الواضح جدا، ان صفر تخصيب تعني عمليا صفر مفاوضات، فايران ليست في موقع يمكن ان تتنازل عن حق تكفله لها المعاهدات والمواثيق الدولية لخاطر عيون نتنياهو واللوبيات الصهيونية في امريكا. وعلى الامريكيين ومن خلفهم الصهاينة ان يعلموا إن التخصيب في إيران سيستمر سواء تم التوصل إلى اتفاق أم لا.
-الامريكيون يتذرعون في احتمال امتلاك ايران قنبلة نووية، لذلك يرفضون عملية التخصيب في ايران، فنقول كما قال الرئيس مسعود بزشكيان، ان إستمرار الادعاءات بأن إيران تتجه نحو إنتاج إسلحة نووية ليس إلا تكرارا لمزاعم لا أساس لها من الصحة، وان بامكان امريكا ان تتحقق من ذلك عبر جميع الوسائل الفنية المتاحة امامها، فليس لايران ما تخفيه، فهي لا تسعى لتصنيع أسلحة نووية ولا تؤمن بها,
-يبدو ان ادارة ترامب، لا تعترف او لا تدرك طبيعة الحقوق التي توفرها معاهدة حظر الانتشار النووي لايران. كما انها لا تدرك ان مسألة التخصيب، التي تُعدّ جزءا طبيعيا من دورة الصناعة النووية الإيرانية ولا يمكن التفاوض بشأنها بأي حال من الأحوال. ان التخصيب ليس مسألة خيالية أو ترفا؛ بل هو تكنولوجيا وضرورة لضمان استمرار الصناعة النووية الإيرانية دون انقطاع، لذلك نراهم يتعاملون بسطحية مع هذا الحق، وكأن ايران تطلب ما هو ليس لها بحق.
-اخيرا، ما لم يكف المسؤولون الامريكيون عن الادلاء بتصريحات متناقضة عبر الاعلام، وما لم يكفوا عن طرح قضايا غير قابلة للتطبيق كحرمان ايران من التخصيب، فلا جدوى من المفاوضات، التي تهدف بطبيعتها إلى حل الخلافات، فعندما تضع امريكا عصا كبيرة في عجلة المفاوضات، فمن الطبيعي جدا انها لن تفضي الى اي نتيجة. ان امريكا تدرك جيدا ان ايران قبلت بالمفاوضات واختارت المسار الدبلوماسي لأنها لا تخفي شيئا, كما ان امريكا تدرك بالمقابل، ان جلوسها الى طاولة المفاوضات للتعامل مع حق ايران المشروع بامتلاك برنامج نووي سلمي وخاصة حق التخصيب، هو الخيار الوحيد الذي تمتلكه، للتحقق من برنامج ايران النووي السلمي، فكل الخيارات الاخرى كارثية، وهي خيارات لا يشجع عليها الا نتنياهو المطارد من قبل المحاكم الصهيونية والدولية، وبعض المهووسين بالحروب داخل امريكا.
نورنيوز/وكالات