معرف الأخبار : 224847
تاريخ الإفراج : 5/20/2025 2:51:59 PM
خطأ أمريكي فادحٌ.. سياسة ايران في الملف النووي مستقلة

خطأ أمريكي فادحٌ.. سياسة ايران في الملف النووي مستقلة

في ردٍّ واضح على مطالب أمريكا المُفرطة في المفاوضات غير المباشرة، أكّد قائد الثورة الاسلامية على استقلالية سياسات إيران في المجال النووي، وقال: "إنّ القول بأننا لن نسمح لإيران بالتخصيب خطأٌ فادح. لا أحد ينتظر الإذن لهذا أو ذاك".

نور نيوز -  في خضمّ المفاوضات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة، والتي تُجرى بوساطة عُمانية، وبالتزامن مع تصريحات بعض المسؤولين الأمريكيين بشأن ضرورة تفكيك برنامج تخصيب اليورانيوم الإيراني، ردّ قائد الثورة الإسلامية على المواقف الأمريكية المتغطرسة والمُفرطة بتصريحاتٍ واضحةٍ وتحذيريةٍ صباح اليوم خلال مراسم إحياء ذكرى الشهيد رئيسي وشهداء رحلة أردابهشت معه.

جاء هذا الموقف في ظل تصريح الرئيس ومسؤولين أمريكيين آخرين صراحةً في الأيام الأخيرة بأن التوصل إلى اتفاق مع إيران لن يكون ممكنًا إلا بوقف برنامج التخصيب الإيراني بالكامل، وهو مطلب يتجاوز بوضوح الحقوق المنصوص عليها في معاهدة حظر الانتشار النووي.

وفي كلمته خلال مراسم إحياء ذكرى الشهيد رئيسي، حذّر قائد الثورة الإسلامية المسؤولين الأمريكيين قائلاً: "حاولوا ألا تتكلموا هراءً. إن القول بأننا لن نسمح لإيران بالتخصيب خطأ فادح. لا أحد ينتظر الإذن لهذا أو ذاك. للجمهورية الإسلامية سياسة ومنهج، وهي تنتهج سياستها الخاصة". لا تُعبّر هذه الكلمات فقط عن موقف مبدئي وثابت من جانب قيادة النظام في الدفاع عن الحقوق النووية الإيرانية، بل تُشير أيضًا إلى فهم عميق للطبيعة الحقيقية لمطالب الطرف الآخر.

كما أكد قائد الثورة أنهم سيطلعون الشعب مستقبلاً على الأسباب الرئيسية لإصرار الغرب على وقف التخصيب في إيران: "بالتأكيد، سأشرح للشعب الإيراني في مناسبة أخرى سبب اعتمادهم على التخصيب، ولماذا تُصرّ الأطراف الغربية والأمريكية وغيرها بشدة على منع التخصيب في إيران". يشير هذا الوعد إلى أن نظام الجمهورية الإسلامية، بشفافيته، يعتزم تهيئة الساحة الداخلية لمواجهة قوية مع المطالب الأمريكية المفرطة في المفاوضات الحالية.

والحقيقة هي أن إصرار الغرب، وخاصة الولايات المتحدة، على الوقف الكامل للتخصيب لا ينبع فقط من المخاوف النووية، بل هو جزء من استراتيجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية طويلة الأمد لاحتواء التخصيب في نطاق القوة الوطنية. إن القضاء على قدرة التخصيب يعني القضاء على جزء استراتيجي من استقلال إيران العلمي والتكنولوجي. ولذلك، فإن رد القيادة الحاسم على هذه القضية، يتجاوز كونه موقفاً دبلوماسياً، بل يُعتبر في الواقع شرحاً لاستراتيجية وطنية لحماية استقلال إيران.

إن تصريحات ستيف ويتاكر بأن الولايات المتحدة لا تستطيع قبول حتى "واحد بالمائة" من قدرة التخصيب الإيرانية، وأننا "لن نسمح بوصول قنبلة إلى هنا"، تعكس بوضوح نفس المنطق المهيمن الذي يسعى لفرض معادلات الأمن الغربية المفضلة على المنطقة. هذا على الرغم من أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية أكدت مرارًا وتكرارًا عدم ملاحظة أي انحرافات في البرنامج النووي الإيراني، وأن التخصيب يُنفذ للأغراض السلمية فقط.

باستخدامه عبارة "خطأ فادح"، رسم قائد الثورة الإسلامية خطًا أحمر قاطعًا للجمهورية الإسلامية ضد الابتزاز النووي؛ وهو خط أحمر يجب أن يستند إليه أي اتفاق محتمل. هذا الرد ليس مجرد رسالة سياسية للجانب الأمريكي، بل هو أيضًا إشارة واضحة لفريق التفاوض الإيراني؛ إشارة تؤكد على ضرورة عدم التراجع عن حقوق إيران القانونية والراسخة في مجال التكنولوجيا النووية.

في ظل سعي الولايات المتحدة لإضعاف مكانة إيران الإقليمية عبر خلق حالة من القطبية الثنائية الزائفة بعد زيارة الرئيس دونالد ترامب للمنطقة، يُعتبر تحذير القيادة السريع والواضح بشأن هذه العملية تدخلاً استراتيجياً لتصحيح مسار المفاوضات وتحذير هيكل صنع القرار في البلاد.

باختصار، يحمل التحذير الأخير لقائد الثورة عدة رسائل مهمة: أولاً، أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لن تُجبر أبداً على التراجع عن حقوقها النووية. ثانياً، أن هيكل التفاوض يجب أن يكون يقظاً إزاء الرسائل الخادعة والخطط "المحايدة" التي تُدار من قبل الولايات المتحدة. ثالثاً، أن استمرار المفاوضات لا يكون مشروعاً إلا إذا راعى كرامة النظام وحكمته ومصلحته.

في ظل الوضع الراهن، من الضروري أن يُدير فريق التفاوض، استناداً إلى المبادئ التي حددها قائد الثورة، مسار المفاوضات بطريقة لا تؤدي إلى ترسيخ القيود، بل إلى استعادة الحقوق بالكامل ورفع العقوبات غير القانونية. أي اتفاق قائم على "حرمان إيران من التخصيب"، كما أوضح قائد الثورة، مرفوضٌ مُسبقًا، ولا ينبغي إدراجه في الحسابات الاستراتيجية للبلاد. ولا سبيل إلى هذا السبيل إلا بالصمود واستراتيجية القوة.


نورنيوز
تعليقات

الاسم

البريد الالكتروني

تعليقك