معرف الأخبار : 225800
تاريخ الإفراج : 5/27/2025 10:28:38 AM
زيارة الرئيس الايراني إلى عُمان.. تعزيز العلاقات مع جار "محترم" ووسيط "موثوق

زيارة الرئيس الايراني إلى عُمان.. تعزيز العلاقات مع جار "محترم" ووسيط "موثوق

استجابة للدعوة الرسمية من سلطان عمان، ومن أجل تعزيز العلاقات مع هذا الجار المحترم والوسيط الموثوق دائمًا، يغادر رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية اليوم إلى سلطنة عمان.
عمان" و"مسقط" تحظى هذه الأيام باهتمام ليس فقط من قبل الدبلوماسيين وخبراء السياسة الخارجية، بل وأيضا من قبل عامة الناس في إيران. والسبب في ذلك واضح؛ وهذه الدولة هي الوسيط في المحادثات غير المباشرة التي تجري بين إيران والولايات المتحدة، ويأمل الشعب أن تكون النتيجة رفع العقوبات وانفتاح نحو العالم. وبالإضافة إلى دورها في الوساطة، استضافت سلطنة عمان أيضًا هذه المفاوضات في كل من مسقط وروما. وبما أن محادثات روما عقدت في مقر إقامة السفير العماني في إيطاليا، فإن هذه الدولة تعتبر في الواقع المضيف الرئيسي لمحادثات روما، وليس إيطاليا. لقد كانت هذه الدولة، الواقعة على الحافة الجنوبية للخليج الفارسي، على عكس نظيراتها الأخرى التي كانت علاقاتها مع إيران متوترة في بعض الأحيان، جارة طيبة وذات النوايا الحسنة بالنسبة لنا منذ فترة طويلة. ورغم أن تاريخ هذه العلاقات الطيبة يعود إلى ما قبل الثورة الاسلامية، إلا أن عمق ونطاق هذه العلاقات ازدادا بشكل ملموس بعد الثورة، حتى أصبحت عُمان اليوم بمثابة صديق وشريك موثوق به للجمهورية الإسلامية. بعد الثورة الاسلامية، وبينما كان العديد من جيران إيران، وخاصة الدول العربية، لا يزالون في خضم إعادة تعريف علاقاتهم مع النظام الجديد الذي وصل إلى السلطة في إيران، كان "يوسف بن علوي"، وزير خارجية عُمان آنذاك، من أوائل المسؤولين العرب الذين سافروا إلى إيران والتقوا وتحدثوا مع مفجر الثورة الإمام الخميني (رحمه الله). وفي الوقت الذي قطعت فيه العديد من الدول الغربية علاقاتها مع إيران، وافقت سلطنة عمان على حماية مصالح الجمهورية الإسلامية في دول مثل بريطانيا وكندا. زيارة الرئيس الايراني إلى عُمان.. تعزيز العلاقات مع جار "محترم" ووسيط "موثوق" دور عُمان المستمر والبناء في حل النزاعات مع بداية الحرب العراقية الإيرانية، أصبحت عُمان أول دولة عربية تنفصل بسرعة عن الدول العربية الأخرى في المنطقة. في بداية الحرب، وخاصة بعد تحرير خرمشهر، لم تقدم أي دعم للعراق فحسب، بل لم تسمح أيضاً لنظام البعث باستخدام أراضيها لمهاجمة الجزر الإيرانية طنب الكبرى وطنب الصغرى وبوموسي، وتركت دعوات الدول العربية لفرض عقوبات وعزل إيران دبلوماسياً واقتصادياً دون رد. وبعد ذلك، وفي خطوة أخرى، توسطت سلطنة عمان في وقف الحرب التي استمرت ثماني سنوات بين إيران والعراق، واستضاف ملك البلاد الراحل السلطان قابوس محادثات سرية جرت بين وفدين إيراني وعراقي في مسقط. ولم تدعم عُمان قط التوجهات العدائية لبعض العرب في المنطقة ضد إيران، ولم تتخذ قط موقفاً معادياً للجمهورية الإسلامية في جامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي. إما أنها لم تشارك في الاجتماعات التي كانت ذات أجواء معادية لإيران، أو أنها أثرت على الأجواء السائدة وكسرت الأجواء المعادية لإيران من خلال الاحتجاج وعدم المشاركة. وفي قضية احتجاز الدبلوماسيين الأميركيين رهائن في وكر التجسس، تدخلت عُمان مرة أخرى للتوسط، وساعدت البلاد في حل الصراع الأول الذي نشأ بين الجمهورية الإسلامية والولايات المتحدة بعد الثورة. وفي قضايا أخرى تتعلق بإيران، مثل إطلاق سراح البحارة البريطانيين المحتجزين كرهائن في الخليج الفارسي، وتبادل الأسرى وقضايا مماثلة، ظهرت عُمان كوسيط خيري وتمكنت من حل المسألة بطريقة مقبولة. ولعل السبب في ذلك يكمن في تبني البلاد لنهج محايد في منطقة الشرق الأوسط المضطربة. لقد كانت سياسة سلطنة عمان دائما هي تجنب الدخول في المنافسات الإقليمية وتجنب الانحياز والصراع في هذه المنطقة التي تعاني من الأزمات. إن "الحياد" بالنسبة لسلطنة عُمان لم يعني أبداً "اللامبالاة" تجاه القضايا الراهنة في المنطقة أو حتى على الساحة الدولية، ولقد لعبت عُمان، بالمناسبة، دائماً دوراً إيجابياً وبناءً في حل مثل هذه الصراعات. ومن الأمثلة الحديثة على ذلك الدور البناء الذي لعبته هذه الدولة في استئناف وتحسين العلاقات بين إيران والمملكة العربية السعودية في عام 2022ـ. زيارة الرئيس الايراني إلى عُمان.. تعزيز العلاقات مع جار "محترم" ووسيط "موثوق" عُمان؛ جارة تتوافق مع مصالح إيران وحلفائها الاستراتيجيين عُمان جارة عربية لم تدعم قط التوجهات العدائية لبعض العرب في المنطقة ضد إيران. ولم تتخذ قط موقفا معاديا للجمهورية الإسلامية في جامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي. إما أنها لم تشارك في الاجتماعات التي كانت ذات أجواء معادية لإيران، أو أنها أثرت على الأجواء السائدة وكسرت الأجواء المعادية لإيران من خلال الاحتجاج وعدم دعمها. ويعود تاريخ وساطة سلطنة عمان في المفاوضات النووية إلى نهاية الحكومة العاشرة. في 2 يوليو/تموز 2015، ولم تشارك عُمان في الحرب ضد اليمن، على الرغم من انضمام جميع دول مجلس التعاون الخليجي إليها. ومن النقاط المضيئة الأخرى في السجل السياسي العماني، والتي تتوافق وربما تتفق تماما مع السياسات الأساسية للجمهورية الإسلامية، رفض البلاد الانضمام إلى خطة تطبيع العلاقات العربية مع الكيان الصهيوني، في وضع كانت فيه الدول العربية في المنطقة تستبق على بعضها البعض في هذا الصدد، على الأقل قبل "طوفان الأقصى"! ولم تنضم عُمان إلى هذه المعاهدة المشؤومة فحسب، بل إن برلمانها صوت على توسيع العقوبات ضد إسرائيل، ووافق على حظر العلاقات الرياضية والثقافية والاقتصادية معها. وقد أدى كل ذلك إلى رفع سلطنة عمان من جارة عادية إلى صديق موثوق وحليف استراتيجي لإيران. وبسبب هذه الثقة التاريخية فإن الجمهورية الإسلامية كانت وستظل دائما الخيار الأول والأولوية لسلطنة عمان في القضايا التي تتطلب فيها قضاياها المعقدة والصعبة على المستوى الدولي وجود وسيط، كما أننا نشهد هذه الأيام أحد أهم مجالات نشاط هذا البلد كوسيط بين الجمهورية الإسلامية والولايات المتحدة في القضية البعيدة المدى المتمثلة في المفاوضات النووية. إن التزام عُمان بحماية حقوق الجمهورية الإسلامية ومراعاة مصالحنا أدى إلى رفع هذا البلد من مستوى الجارة العادية إلى وضع الصديق الموثوق والحليف الاستراتيجي لإيران. وكان دور عُمان في هذه المفاوضات عظيماً إلى درجة أنه حتى بعد انسحاب ترامب الأحادي من الاتفاق النووي، كان كثيرون يتوقعون كلما سافر وفد عُماني إلى إيران أن يحمل رسالة تدعم استئناف المفاوضات، وأن يبحث في أمتعته عن تذكارات من إحياء الاتفاق النووي! زيارة الرئيس الايراني إلى عُمان.. تعزيز العلاقات مع جار "محترم" ووسيط "موثوق" زيارة الرئيس الايراني إلى عُمان وتعزيز العلاقات مع الجارة المحترمة وتعزيز الدبلوماسية الإقليمية إن زيارة رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية إلى عُمان، بغض النظر عن موضوع المفاوضات، هي قبل كل شيء انعكاس لجهود الحكومة الايرانية لتعزيز العلاقات مع جيرانها، وتعزيز الدبلوماسية الإقليمية، والاستفادة من قدرة هذا البلد المجاور لتحقيق شعاره وسياسته في السلام. ويتوجه بزشكيان اليوم الثلاثاء إلى سلطنة عمان لينقل شكر الشعب الإيراني للدور الخيري والملتزم والبناء الذي لعبته الحكومة العمانية في استضافة المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة، كما أكد في لقاء أجراه مؤخرا مع وزير خارجية البلاد، أن هذه الزيارة ستكون نقطة تحول في تعميق العلاقات الشاملة بين البلدين، وأن آثارها وإنجازاتها ستجلب فوائد ملموسة للشعبين. وفي هذا اللقاء أكد الرئيس بزشكيان استعداد الجمهورية الإسلامية الإيرانية لتوسيع التبادلات والتعاون في جميع المجالات التجارية والسياسية والاقتصادية والعلمية والتكنولوجية مع الدول الإسلامية، وخاصة دولة عمان الصديقة والشقيقة، وأعرب عن أمله في أنه من خلال التعاون والتآزر الأكبر بين دول المنطقة، يمكن بناء منطقة يعيش شعوبها في سلام ورخاء وراحة وعدالة
نور نيوز
تعليقات

الاسم

البريد الالكتروني

تعليقك