تنطلق اليوم الثلاثاء 26 آب/اغسطس 2025 الجولة الثانية من المحادثات بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والترويكا الاوروبية والاتحاد الأوروبي، وذلك في المقر الأوروبي للأمم المتحدة بمدينة جنيف، بعد العدوان الذي شنّه الكيان الصهيوني والولايات المتحدة. وتُعقد هذه المفاوضات على مستوى نواب وزراء الخارجية ونائب مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، وتكتسب أهمية استراتيجية كبيرة في ظلّ حساسية اللحظة الراهنة لملف إيران النووي وتوترات المنطقة.
وكانت الجولة الأولى من هذه المحادثات قد عُقدت في إسطنبول، حيث شدد الطرفان خلالها على ضرورة استمرار التشاور وإيجاد حلول عملية لتخفيف التوترات والعودة إلى مسار الدبلوماسية. ومن هنا، يُتوقع أن تكون مفاوضات جنيف نقطة حاسمة في تحديد مستقبل تفاعل إيران وأوروبا، وربما فتح الطريق أمام عودة أوضح إلى الاتفاقات النووية السابقة.
وتأتي هذه الجولة في وقت يقترب فيه موعد نهاية شهر آب/أغسطس كموعد نهائي للاتحاد الأوروبي لتفعيل آلية "سناب باك"، ما يضع ضغوطا زمنية إضافية على المفاوضين من كلا الطرفين، ويجعل لكل دقيقة من الحوار أهمية مضاعفة، سواء لتحقيق تقدم أو مواجهة عراقيل. ومع الأخذ بعين الاعتبار نتائج المفاوضات السابقة وتداعيات الحرب المفروضة الأخيرة ذات الـ 12 يوما وأثرت على المشهد الإقليمي، تتوجه كل الأنظار إلى جنيف، حيث ستحدد نتائج هذه الجولة ليس فقط مسار الملف النووي الإيراني، بل كذلك موازين القوى في غرب آسيا وقدرة الدبلوماسية الأوروبية على إدارة الأزمات.
وتُعقد هذه المفاوضات الجديدة -وربما الأخيرة قبل تفعيل آلية "سناب باك"- فيما تستمر مشاورات طهران مع المحور الشرقي للاتفاق النووي، أي روسيا والصين، حيث شهد هذا المسار تطورات لافتة. فقد أعلن مساعد وزير الخارجية للشؤون القانونية والدولية وعضو الفريق المفاوض الإيراني، كاظم غريب آبادي، يوم الأحد عبر حسابه على منصة "إكس"، عن إجرائه مكالمة هاتفية مع نائب وزير الخارجية الصيني، ما جاو شو.
نورنيوز/وكالات