معرف الأخبار : 242562
تاريخ الإفراج : 9/1/2025 3:21:12 PM
تفاصيل زيارة رئيس الجمهورية والوفد المرافق له الى الصين

تفاصيل زيارة رئيس الجمهورية والوفد المرافق له الى الصين

أكد رئيس الجمهورية الدكتور مسعود بزشكيان في كلمة له خلال القمة الـ 25 لمجلس رؤساء دول منظمة شنغهاي للتعاون التي إنعقدت في مدينة تيانجين الصينية، بمشاركة دولية واسعة تضم أكثر من 20 رئيس دولة وحكومة، أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تعتقد أن منظمة شنغهاي للتعاون، باعتبارها أحد الركائز المهمة للتعددية القطبية في النظام الدولي، يجب أن تتخذ خطوات عملية ومحددة وشفافة في مسارين متوازيين لخلق عالم أكثر سلاما وعالم أكثر استعدادا لتوسيع التعاون الاقتصادي.

وتُعتبر هذه القمة الأكبر منذ تأسيس المنظمة، حيث تجمع قادة بارزين من قبيل الرئيس بزشكيان والرئيس الصيني شي جين بينغ، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي. وكان الرئيس بزشكيان قد وصل الى الصين مساء الاحد، للمشاركة في القمة.

وصرح رئيس الجمهورية خلال القمّة، بأنه في إطار تعزيز التعاون المالي للحدّ من آثار العقوبات غير القانونية على التفاعلات الاقتصادية بين الأعضاء، تقترح إيران تعزيز مبادرة "الحسابات والتسويات الخاصة لمنظمة شنغهاي للتعاون" كآلية عملية لتعزيز التعاون المالي، وأضاف: إن هذه المبادرة ترتكز على ثلاثة محاور رئيسية: توسيع نطاق التسويات بالعملات الوطنية وتقليل الاعتماد على الدولار في بورصات الأعضاء، وإطلاق بنى تحتية رقمية مشتركة واستخدام العملات الرقمية للبنوك المركزية لمدفوعات آمنة وسريعة، وإنشاء صندوق متعدد الأطراف لمبادلة العملات لدعم الدول المعرضة لضغوط العقوبات أو أزمات السيولة.

وتابع رئيس الجمهورية في كلمته: إن منظمة شنغهاي للتعاون تُعدّ رمزا لروح السلام والمحبة التي يتحلى بها أعضاؤها في عالم يواجه أزمة جديدة كل يوم.

وأوضح أن العدوان العسكري غير القانوني على إيران من قبل الكيان الصهيوني والولايات المتحدة الأمريكية في يونيو/حزيران الماضي، واستمرار قتل شعب غزة المضطهد، إلى جانب الاستخدام العشوائي للعقوبات غير القانونية ضد مختلف الدول، هي أمثلة واضحة على فشل العالم المعاصر في تحقيق نموذج مناسب للحوكمة العالمية وإرساء السلام والأمن الدوليين.

وتابع: منذ تأسيسها، أكدت منظمة شنغهاي للتعاون على مبادئ الثقة والمنفعة المتبادلة، والمساواة، والتشاور الجماعي، واحترام التنوع الثقافي، والتنمية المشتركة، وجعلت من ضمان الأمن الجماعي وتعزيز التعاون في مختلف المجالات هدفها الأسمى. والتزامًا بهذه المبادئ، تُعلن إيران استعدادها التام للقيام بدور مناسب في هذا الصدد.

وأردف: أودّ أن أؤكّد على الاقتراح المحدد الذي تقدمت به إيران لمتابعة ضروريتين أو جهدين مهمين بطريقة أكثر تنظيما، وهما "ضرورة بناء السلام" و"ضرورة تعزيز التعاون المالي للحد من تأثير العقوبات الأحادية الجانب".

وقال: في مجال بناء السلام، من الضروري تشكيل لجنة مكونة من وزراء خارجية الدول الأعضاء لتبادل وجهات النظر والتشاور بشأن مختلف الأزمات التي تهدد السلم والأمن الإقليميين، وصياغة مقترحات عملية لإدارة الأزمات، وتوفير آلية لمتابعتها.

وتابع قائلا: بالإضافة إلى ذلك، ترحب الجمهورية الإسلامية الإيرانية بمبادرات مثل إنشاء مراكز متخصصة للتعامل مع التهديدات والتحديات الأمنية، وإنشاء مركز لمكافحة تهريب المخدرات، وتطوير آليات الاستجابة السريعة في الحالات الحرجة، وإنشاء مركز للدراسات الاستراتيجية، فضلاً عن توسيع اللغات الرسمية للمنظمة، وتعتبر هذه الإجراءات خطوة فعالة نحو تعزيز التعاون الجماعي وخلق روابط دائمة بين الدول.

وصرح: إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية، استناداً إلى موقعها الجيوسياسي الفريد وقدرتها على الوصول إلى مختلف المناطق، مستعدة أيضاً لتوفير المنصة اللازمة لتوسيع التعاون الإقليمي وخلق فرص الوصول إلى البلدان المهتمة.

واستطرد بالقول: بفضل الجهود المبذولة، سيتم قريباً ربط ميناء تشابهار في المحيط الهندي بشبكة السكك الحديدية الوطنية للجمهورية الإسلامية الإيرانية، مما يخلق تطوراً مهماً في ربط الصين ودول آسيا الوسطى وأفغانستان بالمحيط الهندي.

وأشار إلى أن إيران تعتبر تنفيذ استراتيجية التنمية العشرية لمنظمة شنغهاي للتعاون فرصة تاريخية لتوسيع التعاون والاستثمار في مجالات البنية التحتية، والتطوير التكنولوجي، والطاقة، والاقتصاد الرقمي، وتغير المناخ، والبيئة، والثقافة، والعلوم، وهي مستعدة للقيام بدور فاعل في تحقيق هذه الأهداف.

وأرى من الضروري الإعلان عن دعم إيران لوجهات النظر البناءة للرئيس الصيني "شي جين بينغ" بشأن ضرورة إصلاح الحوكمة العالمية، والتي طُرحت في إطار "مبادرة الحوكمة العالمية"، مضيفا: إن إيران تعتبر طرح هذه الآراء خطوة فعّالة نحو بناء عالم أكثر عدلا.

كما وقّع رئيس الجمهورية، مع رؤساء دول منظمة شنغهاي للتعاون، أكثر من 20 وثيقة وبيانا في مختلف مجالات التعاون في ختام القمة الـ 25 لرؤساء دول منظمة شنغهاي للتعاون في مدينة تيانجين الصينية، بما في ذلك اتفاقية إنشاء مركز شامل للتعامل مع التحديات والتهديدات الأمنية لمنظمة شنغهاي للتعاون، واتفاقية إنشاء مركز لمكافحة المخدرات، واستراتيجية المنظمة لمدة 10 سنوات، والتعاون في مجالات الذكاء الاصطناعي والمخدرات والصناعة الخضراء والتعاون العلمي والتكنولوجي والتجارة المتعددة الأطراف وتنمية الطاقة المستدامة، والتي هي نتيجة لتقارب وجهات نظر الأعضاء حول مختلف القضايا.

كما أدانت الدول الأعضاء في المنظمة في بيان لها، الهجمات العسكرية التي شنها الكيان الصهيوني والولايات المتحدة على الجمهورية الإسلامية الإيرانية في يونيو/حزيران 2025، مؤكّدةً أن هذه الأعمال العدوانية ضد المنشآت المدنية، بما فيها البنية التحتية للطاقة النووية، والتي أسفرت عن استشهاد مدنيين، تعد انتهاكا صارخا لمبادئ وأعراف القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، واعتداء على سيادة الجمهورية الإسلامية الإيرانية. وقد أضرت هذه الأعمال بالأمن الإقليمي والدولي، ولها عواقب وخيمة على السلام والاستقرار العالميين.

كما شدّد البيان على ضرورة ضمان الأمن النووي وحماية المنشآت النووية بشكل دائم، بما في ذلك أثناء النزاعات المسلحة، بهدف حماية السكان والبيئة من الضرر. وشدد أيضا الأعضاء التزامهم بالمبادرات الدبلوماسية الرامية إلى حل القضايا القائمة سلميا.

وأكدت الدول الأعضاء على أهمية قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231 (2015)، مشيرة إلى أنه قرار ملزم ويجب تنفيذه بالكامل ووفقًا لأحكامه، واعتبرت أي محاولة لتفسيره بشكل تعسفي تُقوّض مصداقية مجلس الأمن الدولي.

ودعت إلى استئناف الحوار البنّاء بين الأطراف المعنية، وشددت على ضرورة التركيز على إيجاد حلول مشتركة لمنع المزيد من تصعيد الوضع.

في جزء آخر من البيان، أعربت الدول الأعضاء عن قلقها العميق إزاء استمرار تصعيد العدوان على غزة، وكما أدانت بشدة الإجراءات التي أدت إلى سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين والوضع الإنساني الكارثي في ​​قطاع غزة. وشددت على ضرورة ضمان وقف إطلاق نار كامل ومستدام في أقرب وقت ممكن، ووصول المساعدات الإنسانية، وتعزيز الجهود الرامية إلى إرساء السلام والاستقرار والأمن لجميع سكان غزة. وأشارت الدول الأعضاء إلى أن السبيل الوحيد الممكن لضمان السلام والأمن في الشرق الأوسط هو الحل الشامل والعادل للقضية الفلسطينية.

ولدى لقائه برئيس وزراء باكستان شهباز شريف، صرّح الرئيس بزشكيان بأنّنا نشعر بعدم وجود فجوة بين شعبي البلدين، وقال: نحن مهتمون بتعزيز وتعميق العلاقات بينهما في جميع المجالات والقطاعات وإزالة العقبات التي تعترض توسيع التعاون. وأعرب الرئيس عن إيمانه الراسخ بضرورة تعاون الدول الإسلامية بجدية لحل المشكلات المشتركة، وأضاف: "من غير المقبول أن تواجه المجتمعات الإسلامية الفقر والصراعات ومشاكل عديدة؛ فلماذا لا نعمل معًا لحلها؟ أعتقد أنه إذا تعاونت النخب والناشطون من مختلف المجالات في الدول الإسلامية بعزم وإرادة لحل المشكلات، فستكون الأرضية مهيأة لحل المشكلات وتحقيق الأهداف النبيلة المشتركة". وأعرب بزشكيان مجددًا عن تعاطفه مع حكومة وشعب باكستان في ضحايا كارثة الفيضانات.

وفي موضوع آخر  أشار الرئيس إلى استمرار وتصاعد جرائم الكيان الصهيوني في غزة، وقال: "أُعجب من العالم الذي يدّعي التحضر ويدافع عن حقوق الإنسان والسلام، كيف لا يكتفي بالصمت إزاء هذه الجرائم، بل يدعم استمرارها بإرسال المعدات والأسلحة. من غير المقبول إطلاقًا ومن غير الإنساني أن يُحرم الناس من الماء والغذاء والدواء، وأن يموت الأطفال والنساء والرجال جوعًا".

كما أكد الرئيس بزشكيان لدى لقائه الرئيس الطاجيكي إمام علي رحمان مساء الاثنين، أن التاريخ المشترك لإيران وطاجيكستان إرثٌ مجيدٌ ينبغي نقله إلى الأجيال القادمة، قائلاً: لطالما كانت التفاعلات بين طهران ودوشنبه إيجابيةً ومتناميةً في السنوات الأخيرة، والتعاون في جميع المجالات آخذٌ في التوسع.

من جانبه وصف المتحدث باسم الخارجية العلاقات بين طهران وبكين بانها جيدة جدًا ومتنامية، وقال: إن تطلعات قادة منظمة شنغهاي للتعاون ترتكز على الحفاظ على سيادة القانون على المستوى الدولي والقيم المشتركة.

ووصف المتحدث باسم وزارة الخارجية، الإرهاب بأنه تهديد مقلق لجميع أعضاء منظمة شنغهاي للتعاون، معربًا عن اعتقاده بأن منظمة شنغهاي للتعاون يمكن أن تكون إطارًا فعالًا للغاية للتعاون بين دول الجنوب.

من جهته، كتب المستشار السياسي لقائد الثورة الإسلامية، علي شمخاني، في منشور له على حسابه بموقع "إكس" يوم أمس، انه مع زيارة الرئيس بزشكيان لبكين وتأكيد قائد الثورة على تفعيل الاتفاق الإيراني الصيني، أتيحت فرص مهمة لفكّ العقد الاستراتيجية الجديدة. وأورد شمخاني: "بصفتي ممثل إيران في المحادثات الثلاثية مع الصين والسعودية عام 2022 وجدتُ دور بكين في فكّ العقدة التي دامت سبع سنوات في العلاقات بين طهران والرياض مؤثرًا للغاية".

الى ذلك، قال وزير الدفاع العميد عزيز نصيرزاده: إن الدول الأعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون يجب أن تتعاون فيما بينها في المجالين الاقتصادي والأمني من أجل تحقيق أمن المنطقة، مشيراً إلى أن قمة شنغهاي فرصة لمواجهة الأحادية الغربية.

وصرّح العميد عزيز نصيرزاده في مقابلة على هامش قمة منظمة شنغهاي، بأن "العالم يواجه اليوم الأحادية والتوسع المفرط من جانب الغرب". وأضاف أن "منظمات مثل شنغهاي وبريكس يمكن أن تكون بدائل مناسبة في مواجهة الأحادية، وتشكيل تحالفات واصطفافات جديدة في المجالات الأمنية والاقتصادية والسياسية وغيرها". وتابع قائلًا: "لقد تأسست منظمة شنغهاي على هذا الأساس، وقد أثمرت حتى الآن نتائج إيجابية وملموسة".

الى ذلك، أعلن رئيس منظمة الطاقة الذرية، محمد اسلامي، في تصريح له على هامش القمّة، عن زيارة اثنين من مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى إيران بإذن من أمانة المجلس الأعلى للأمن القومي، مؤكدًا أن تفعيل آلية الزناد "سناب باك" ليس بالأمر الجديد.

من جهته، أكد معاون وزير الخارجية للشؤون القانونية والدولية، كاظم غريب آبادي، أن روسيا والصين وباكستان يعارضون تفعيل آلية الزناد وإعادة فرض قرارات مجلس الأمن الملغاة ضد إيران. وفي تصريح له على هامش قمّة منظمة شنغهاي قال غريب آبادي: "بعض هذه الدول أعضاء في مجلس الأمن؛ الصين وروسيا كعضوين دائمين، وباكستان كعضو غير دائم، ولدينا مواقف مشتركة معها. وكلها بطبيعة الحال ترفض عودة قرارات العقوبات".

وأوضح أن أحد بنود بيان قمّة شنغهاي للتعاون يتعلّق بـ"إدانة عدوان الكيان الصهيوني والولايات المتحدة على إيران، بما في ذلك الهجوم على المنشآت النووية، وهو ما اعتُبر انتهاكًا للقانون الدولي". مشيرًا إلى أن "ذكر اسم أمريكا والكيان الصهيوني بشكل صريح في البيان أمر في غاية الأهمية".


نورنيوز/وكالات
تعليقات

الاسم

البريد الالكتروني

تعليقك