وفي حوار مع التلفزيون الايراني مساء الاثنين، اشار ظريف الى محاولات أمريكا لتمديد الحظر التسليحي على ايران وقال: ان امريكا واجهت الفشل في هذا المجال والسبب الاساس في ذلك يعود الى سياساتها الخاطئة التي بدات في عهد ترامب بالخروج من الاتفاق النووي.
واضاف، بات الأمريكيون في ورطة بعد عدم المصادقة على مشروع قرارهم في مجلس الامن في حين انهم لم يفهموا بان الظروف العالمية قد تغيرت كثيرا وهم سعوا على الدوام للتحرك خلافا للمجتمع العالمي.
ولفت الى ان اقتدار الأمريكيين في العالم قد انتهى، واضاف، ان الأمريكيين تصوروا بانهم يمكنهم كسب المصادقة على القرار في مجلس الامن الا انهم فشلوا في هذا المسار حتى ان الاوروبيين لم يصوتوا لصالح مشروع القرار.
واشار الى ان أمريكا لم تستطع فرض رأيها سوى على دولة واحدة واكبتها بالتصويت ايجابا على مشروع القرار فيما رفضته اثنتان وامتنعت 11 عن التصويت ولم تكن هنالك حاجة الى فيتو لان المشروع لم يحصل على الاصوات التسعة اللازمة، معتبرا هذا الفشل الذي منيت به أمريكا لا سابق له في تاريخ مجلس الامن الدولي التابع لمنظمة الامم المتحدة.
واوضح بان عهد أمريكا كقوة كبرى قد انتهى وانها ارتكبت خطأ في الحسابات واضاف، ان الأمريكيين بطبيعة الحال ارتكبوا اخطاء كثيرة في القضايا الدولية ومنها تواجدهم في العراق وافغانستان حيث ان التداعيات المعقدة لهذا الامر واضحة للجميع وادت الى تصعيد حالة التطرف في المنطقة.
وتابع وزير الخارجية، ان هذا التصويت قد اثبت بان جنازة الاتفاق النووي قد هزمت أمريكا لأن الدول تشعر بان واشنطن تتحدى المجتمع العالمي بتقويضها للاتفاق النووي والقرار 2231 (الصادر عن مجلس الامن).
وفي الاشارة الى ملف ايران في الوكالة الدولية للطاقة الذرية قال ظريف، ان ايران ليست لها اي انشطة سرية في المجال النووي الا ان الوكالة بدات اخيرا بطرح اسئلة وادعت بانها وصلتها معلومات جديدة.
وتابع وزير الخارجية، ان الجمهورية الاسلامية الايرانية بتعاونها الشامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية اثبتت لغاية الان بان اكثر عمليات التفتيش للوكالة جرت في ايران ونحن ليس لنا ما نقوم باخفائه وحتى ان شفافية المعلومات التي تقدمها ايران قد سلبت الذريعة من يد اميركا والكيان الصهيوني.
ولفت الى ان الأمريكيين يسعون دوما للايحاء بان ايران تشكل تهديدا امنيا في العالم في حين ان انفاقهم العسكري يبلغ اكثر من 600 مليار دولار سنويا واضاف، ان الكيان الصهيوني يمتلك الان 200 راس نووي، ولكن هل تمكن المواطن في هذا الكيان من النوم براحة البال لغاية الآن.
واكد ظريف بان الجمهورية الاسلامية الايرانية ووفق عقيدتها وفتوى سماحة قائد الثورة الاسلامية تعارض اي انتاج لاسلحة الدمار الشامل ومنها الاسلحة النووية واضاف، ان ايران سوف لن تستسلم ابدا لابتزازات اميركا والكيان الصهيوني لانها اعلنت عن جميع انشطتها النووية بصورة شفافة وبدون اي تستر وسوف لن نسمح لفتح الملف النووي الايراني مرة اخرى في الوكالة الدولية للطاقة الذرية بعد ان كان قد اغلق فيها.
واشار ظريف الى عملية الاغتيال الجبانة التي قام بها الاميركوين للشهيد قاسم سليماني تحت جنح الظلام قرب مطار بغداد في 3 كانون الثاني /يناير الماضي واضاف، انهم فشلوا في دحر القائد سليماني نهارا او في الجبهة لذا اضطروا للقيام بذلك بعملية اغتيال جبانة استهدفته مع مرافقيه تحت جنح الظلام.
وشبّه الوزير ظريف الأمريكيين الارهابيين بعناصر تنظيم داعش وقال: ان عملية الاغتيال الارهابية هذه لم يكن لها تبرير دولي واثبتت بان الأمريكيين لا يتبعون ولا يلتزمون بأي قوانين دولية.
ولفت الى ان مقررة منظمة الامم المتحدة ادانت عملية اغتيال الشهيد سليماني، واعتبر ان هذا العمل الارهابي قد جعل أمريكا في ظروف سيئة، واشار الى اجراء التنسيقات القانونية اللازمة مع رئيس السلطة القضائية العراقية لمتابعة القضية على الصعيد الدولي والتي ستظهر نتائجها مستقبلا.
واشار وزير الخارجية الى متابعة قضية تعرض المقاتلات الأمريكية لطائرة الركاب الايرانية في الاجواء السورية قبل فترة، وذلك عن طريق الامم المتحدة ومنظمة "ايكاو" وقال، ان من الضروري جدا مواجهة غطرسة أمريكا وانتهاكها للقانون ولو لم يتم الوقوف امامها فانها تستمر في بلطجيتها.
نورنيوز/وكالات